الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل هو وجوب الإتيان بتكبيرة الإحرام على وجهها، وأن نقصان حرف منها لا تنعقد معه الصلاة، وكذا السلام، فيجب الإتيان به على وجهه، والإخلال المؤدي إلى فوات كيفيته الواجبة لا يخرج معه المصلي من الصلاة، بل يجب عليه إعادة التسليم، ولتنظر الفتوى رقم: 283048.
على أن الواجب في الصلاة هو تسليمة واحدة على الراجح، فإن لحن المصلي في إحدى التسليمتين فإنه لا يضره، لأنه يخرج من الصلاة بالتسليمة الأخرى، وهذا كله من حيث الأصل.
وأما الذي يظهر لنا فهو أن كل هذا لا حقيقة له، وإنما هو مجرد وهم يلقيه الشيطان في قلبك، وقد أحسنت بالإعراض عنه، وتجاهله، وعدم الالتفات إليه، فإن هذا هو علاج الوسوسة الأمثل، ومن ثم فصلاتك صحيحة لا تلزمك إعادتها، ولا يضرك نية إعادتها في أثنائها، وعليك بالاستمرار في مدافعة الوساوس، وألا تحكمي ببطلان صلاتك، أو بأنك أخللت بركن من أركانها إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيعين أن تحلفي عليه.
والله أعلم.