السؤال
أنا من أهل المدينة المنورة ـ والحمد لله ـ ولكنني أدرس بجدة، وقد استأجرت سكنا لمدة ستة أشهر، وأذهب إلى جدة كل سبت مساءً، وأرجع يوم الاثنين، ومعي زملاء مثلي، فهل يجوز لنا أن نصلي جمعا وقصرا في السكن ـ لأننا جماعة ـ ولا نصلي في المسجد، لأننا أحيانا نخرج متعبين، وننام قبل المغرب، ونستيقظ العشاء، فنصلي جماعة المغرب والعشاء، وسمعت أن المسافر إذا كان وحده لزمته صلاة الجماعة وبالتالي لا يقصر، فهل المسافرون جماعة لهم أن يصلوا قصراً جماعة في سكنهم بشكل عام؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فمادمتم لا تقيمون في جدة المدة التي ينقطع بها السفر ـ وهي أربعة أيام فأكثر ـ عند الجمهور، فإنكم تعتبرون مسافرين، ولكم أن تترخصوا برخص السفر من قصر الصلاة وجمعها، وإن كان ترك الجمع أولى، وانظر العلة في الفتوى رقم: 311848.
وأما هل تلزمكم صلاة الجماعة في المسجد؟ فمادمتم تصلون جماعة في السكن، فنرجو أن لا حرج عليكم في عدم الذهاب للمسجد، والاكتفاء بالجماعة في السكن مع تحصيل سنة قصر الصلاة، وكثير من الفقهاء الموجبين لصلاة الجماعة لا يخصصونها بالمسجد، بل يرون أن الواجب يحصل بأدائها جماعة ولو في غير مسجد، ومن كان منكم سيصلي وحده هل الأفضل له أن يصلي منفردا لأجل سنة قصر الصلاة؟ أم الأفضل أن يصلي في المسجد لتحصيل الجماعة؟ من أهل العلم من يرى أن تحصيل فضيلة الجماعة مع الإتمام أفضل من تحصيل سنة القصر مع الانفراد، ومنهم من عكس، جاء في التاج والإكليل من كتب المالكية: فَضِيلَة السُّنَّةِ فِي الْقَصْرِ آكَدُ مِنْ فَضِيلَةِ الْجَمَاعَةِ.... وَقَالَ اللَّخْمِيِّ: الظَّاهِرُ مِنْ قَوْلِ مَالِكٍ: إنَّ الْجَمَاعَةَ أَفْضَلُ مِنْ الْقَصْرِ، لِأَنَّ كِلَيْهِمَا سُنَّةٌ وَتَزِيدُ الْجَمَاعَةُ بِتَفْضِيلِ الْأَجْرِ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ... اهــ.
والمفتى به عندنا هو تقديم تحصيل فضيلة الجماعة على القصر، كما في الفتوى رقم: 32566.
وانظر أيضا الفتوى رقم: 114287.
والله أعلم.