السؤال
هل أئمة الشيعة (الاثنا عشر) من غير علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، من زين العابدين حتى العسكري، هم من أهل السنة؟ ومن أطلق عليهم هذه الألقاب الباقر الصادق الجواد الرضا، وهل يمكننا نحن أهل السنة إطلاق هذه الألقاب عليهم؟
هل أئمة الشيعة (الاثنا عشر) من غير علي والحسن والحسين رضي الله عنهم، من زين العابدين حتى العسكري، هم من أهل السنة؟ ومن أطلق عليهم هذه الألقاب الباقر الصادق الجواد الرضا، وهل يمكننا نحن أهل السنة إطلاق هذه الألقاب عليهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأئمة الاثنا عشر عند الشيعة، ليسوا في حقيقتهم إلا أئمة وعلماء من السنة، ابتداء بالصحابة منهم، وهم: علي وابناه الحسن والحسين - رضي الله عنهم- ومرورا بالتابعين، وتابعيهم بإحسان، وهم: علي بن الحسين زين العابدين، وولده محمد الباقر، وولده جعفر الصادق، وولده موسى الكاظم، وولده علي الرضا، فكل هؤلاء من أئمة الهدى والسنة المعروفين، وكذا أبناؤهم - وإن كانوا أقل منهم في الرتبة والخيرية- وهم: محمد الجواد بن علي الرضا، وولده علي الهادي، وولده الحسن العسكري.
وأما ما يزعمه البعض في ولده محمد المهدي المنتظر، فلا يثبت وجوده، فضلا عن فضله!
قال الذهبي في ترجمته من سير أعلام النبلاء: مولانا الإمام علي: من الخلفاء الراشدين، المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب، ولا ندعي عصمته، ولا عصمة أبي بكر الصديق.
وابناه الحسن والحسين: فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيدا شباب أهل الجنة، لو استخلفا لكانا أهلا لذلك.
وزين العابدين: كبير القدر، من سادة العلماء العاملين، يصلح للإمامة، وله نظراء، وغيره أكثر فتوى منه، وأكثر رواية.
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر: سيد، إمام، فقيه، يصلح للخلافة.
وكذا ولده جعفر الصادق: كبير الشأن، من أئمة العلم، كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور.
وكان ولده موسى: كبير القدر، جيد العلم، أولى بالخلافة من هارون، وله نظراء في الشرف والفضل.
وابنه علي بن موسى الرضا: كبير الشأن، له علم وبيان، ووقع في النفوس، صيره المأمون ولي عهده لجلالته، فتوفي سنة ثلاث ومائتين.
وابنه محمد الجواد: من سادة قومه، لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه.
وكذلك ولده الملقب بالهادي: شريف جليل.
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري - رحمهم الله تعالى -.
فأما محمد بن الحسن هذا: فنقل أبو محمد بن حزم، أن الحسن مات عن غير عقب ... اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: العالم العادل لا يقول إلا الحق، ولا يتبع إلا إياه، ولهذا من يتبع المنقول الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه وأصحابه، وأئمة أهل بيته، مثل الإمام علي بن الحسين زين العابدين، وابنه الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر، وابنه الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق شيخ علماء الأمة، ومثل: أنس بن مالك والثوري وطبقتهما، وجد ذلك جميعه متفقا مجتمعا في أصول دينهم، وجماع شرائعهم، ووجد في ذلك ما يشغله وما يغنيه عما أحدثه كثير من المتأخرين من أنواع المقالات التي تخالف ما كان عليه أولئك السلف. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني