السؤال
هل إذا تزوجت المرأة رجلا مريضا نفسيا دون علمها بحقيقة هذا المرض لها أجر في دينها وعاقبة أمرها في الصبر على هذا الزوج العليل، مع العلم بأن معاشرة هذا الزوج ليست بالسهلة؟
هل إذا تزوجت المرأة رجلا مريضا نفسيا دون علمها بحقيقة هذا المرض لها أجر في دينها وعاقبة أمرها في الصبر على هذا الزوج العليل، مع العلم بأن معاشرة هذا الزوج ليست بالسهلة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أن من ابتلي في هذه الدنيا بما يسبب له نكد العيش وتعب الحياة أنه ينال على ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى إذا صبر واحتسب أجره عند الله تعالى. فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. وفي رواية: ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة. وفي رواية: والنكبة ينكبها. ولا شك أن لهذه الزوجة إذا صبرت أجراً عظيماً، لأن معاشرة هذا النوع من الأزواج من أصعب الأمور، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي. والحياة كلها امتحان وابتلاء واختبار؛ كما قال الله تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك:2]. وكما يكون الابتلاء بالشر يكون كذلك بالخير؛ كما قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء:35]. فعلى المسلم أن يصبر ويحتسب كل ما يلاقيه في هذه الحياة فإنها دار ابتلاء، وننبه السائلة الكريمة إلى أن الشرع أعطى لكل من الزوج والزوجة الخيار إذا كان بصاحبه عيب أو مرض منفر... ومن هذه العيوب التي يُرَدُّ بها الجنون، فإذا كان الزوج أو الزوجة مصاباً أو مصابة بمرض الجنون ولم يعلم صاحبه بحقيقة أمره، فله الخيار في إمضاء الزواج أو رفضه بشرط أن لا يكون رضي بذلك المرض، نسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين. والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني