السؤال
حصل شجار كبير بيني وبين زوجتي فألحت علي بطلب الطلاق، واستفزتني لدرجة أنني أجهل الآن ماذا قالت، والذي أذكره أنها كانت تصر وتلح على طلب الطلاق وتقول طلقني وتعيدها، فغضبت كثيراً جداً ولم أتحكم في أعصابي وفلت لساني، فقلت أنت كذا، أنت كذا، أنت كذا، علما بأن عشرتنا كبيرة جدا تتجاوز ثلاثين عاما ولدينا أربعة أبناء، وقد جامعتها في طهر قبل هذه المشكلة بستة أيام أو أكثر أو أقل.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفتى به عندنا أنّ الطلاق في طهر تخلله جماع طلاق نافذ رغم بدعيته، وأن طلاق الغضبان نافذ ما دام تلفظ به مدركاً غير مغلوب على عقله، قال الرحيباني رحمه الله: وَيَقَعُ الطَّلَاقُ مِمَّنْ غَضِبَ وَلَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ بِالْكُلِّيَّةِ، لِأَنَّهُ مُكَلَّفٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنْ كُفْرٍ وَقَتْلِ نَفْسٍ وَأَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ وَطَلَاقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وراجع الفتويين رقم: 5584، ورقم: 11566.
وعليه؛ فإن كنت تلفظت بالطلاق بغير وعي واختيار، فلم يقع طلاقك، وأمّا إن كنت تلفظت به مدركاً مختاراً، فطلاقك نافذ وهو واحدة إذا كنت قصدته واحدة وكررت للتأكيد، وثلاث إن لم تقصد التأكيد.
والله أعلم.