السؤال
أعيش حياة عادية، فقد تغير زوجي وأصبح لا يهينني ولا يشتمني، ولكنه لا يستطيع إخفاء كرهه لي، ويعاملني بجفاء ظاهر وقسوة في المشاعر، وأكاد أجزم أنه لا يطيقني، ووالداه يحبانني أكثر منه، وأصبحت أميل للرجال الأجانب، وكلما تحدث معي أحدهم بلطف أنجذب إليه انجذابا رهيبا وأخاف على نفسي، وأستغفر الله كثيرا وأدعوه أن يثبتني، ولكنني لا أقوى، وكلما نصحت زوجي وطلبت منه الرفق بي وأنني أعاني لا يهتم وتأخذه العزة بالإثم ويستمر في تجاهلي ويقول إنه لا يضربني ولا يهينني وهذا أقصى ما يستطيع، وأنا أم لولدين وأحتاج أن تعينوني، فهل أخبر زوجي؟ أم أطلب الطلاق لعل الله أن يرزقني زوجا صالحا، فقد أصبحت أقنط من رحمة الله، ولو كنت لينة من الأول لخالطت مجالس الرجال كما فعلت قريناتي ولكن خجلي وحيائي من الله منعاني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان زوجك يعاملك بجفاء وقسوة -كما تقولين- فليس ذلك من المعاشرة بالمعروف، لكنّه ليس مسوغا لما ذكرت من الميل للرجال الأجانب، فالمرأة ما دامت في عصمة زوجها فهي مؤتمنة على عرضه، قال تعالى:... فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ.. قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غيبته في نفسها وماله. تفسير ابن كثير.
فاتقي الله وقفي عند حدوده واحذري من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واحذري من التسخط على القدر واليأس من روح الله، وثقي أنّ قدر الله كله رحمة وحكمة، وأنّ الله لا يريد بعبده إلا الخير، فأحسني ظنّك به وأقبلي عليه وتوكلي عليه، وتفاهمي مع زوجك وبيني له حاجتك إلى ملاطفته ومودته، فإن استجاب لك واستقامت الحياة بينكما فذلك من فضل الله، وإن بقي على حاله ووجدت أنك لا تصبرين على هذه الحال فلك أن تخالعيه.
واعلمي أنّ الحياء لا يأتي إلا بخير، وأنّ التمسك بالدين والوقوف عند حدوده سبب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وأنّ التفريط والتهاون في أحكام الشرع سبب المصائب ومفتاح الشر.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.