السؤال
نشكركم على هذا الموقع الكريم: تزوجت منذ أكثر من عام ونصف من بنت عمي، وهي فاضلة، وبعد الزواج بشهرين مرضت مرضا شديدا، وكما تعلمون في بداية الزواج تحدث مشاكل كثيرة، فنصحتها أن لا تنقل الكلام، وأن يتم التفاهم وحل مشاكلنا بيننا، وبعد هذا التعب الشديد لم تتحمل أن تعيش معي هنا... ولم تفلح التحاليل والفحوصات والتشخصيات من معظم الأطباء، وكانت تكلم ابن خالتها على الفيس بوك عن مشاكله مع زوجته، ويرسل لها الرسائل على الفيس بوك، فقلت لها هذا لا يجوز، ولا يجوز أن تسلمي عليه باليد، وهي حريصة على الخير، واشتركت في مجموعة خليط من الرجال والنساء، وتخرج من غير إذن، فقلت لها هذا لا يجوز، واشتد الحوار والعناد، وكانت ترفع صوتها وتتكلم بكلام لا يليق وتطلب الطلاق، فما هي نصيحتكم لي؟ وهل أطلقها أم أصبر عليها؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فإن زوجتك قد أتت جملة من المنكرات، ومن ذلك محادثتها ابن خالتها وتواصلها معه، ولا ريب في أن هذا وسيلة للفتنة يجب عليها الانتهاء عنه ولو لم تمنعها، ويتأكد بمنعك إياها، وأهل العلم قد شددوا في أمر المحادثة بين أجنبيين، كما أوضحناه في الفتوى رقم: 21582.
هذا جانب، والجانب الآخر من المنكرات خروجها من البيت بغير إذنك، والمرأة المدخول بها طاعتها لزوجها ولو كانت في بيت أهلها، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 303028.
هذا بالإضافة إلى ما ذكرت من مخالطتها للرجال الأجانب، والاختلاط سبب للفساد وانتشار الشر، كما هو مبين في الفتوى رقم: 3539.
وحاصل الأمر أنها ناشز، ولكن لا تعجل إلى طلاقها، بل اتبع معها الخطوات الشرعية لعلاج النشوز، وهي مبينة في الفتوى رقم: 17322.
فإن لم تنته فحكم العقلاء من أهلك وأهلها، كما قال تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}.
والله أعلم.