السؤال
هل يختفي الدبر في الإنسان، في الجنة؛ إذ لا غائط؟
وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فأهل الجنة لا يتغوطون؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها، ولا يمتخطون، ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب، أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم، ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا.
ولا داعي لمثل هذا السؤال، ولا نرى كبير فائدة في الاشتغال بمثله، وإنما على العبد أن يأخذ بالأسباب التي تقوده إلى الجنة، ولم يكلف المسلم تقصي ذلك. وفي الحديث: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: وماذا أعددت لها؟ متفق عليه. وفي رواية: ويلك ماذا أعددت لها؟
قال ابن حجر في الفتح نقلاً عن الكرماني: سلك مع السائل أسلوب الحكيم، وهو تلقي السائل بغير ما يطلب مما يهمه، أو هو أهم. اهـ.
وقال العيني: يعني إنما يهمك أن تهتم بأهبتها، وتعتني بما ينفعك عند قيامها من الأعمال الصالحة. اهـ.
وكذلك هنا، فالذي يشغل بال العاقل، ويقض مضجعه، إنما هو أعماله وكيف سيحاسب عليها، واستعداده لذلك اليوم.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني