السؤال
زوجي طلقني؛ لأنني قلت له: نضع التكييف في الغرفة الكبيرة، بدلا من غرفة والدتك، وهذا طلب والدتك؛ لأنها لا تحب التكييف. قال لي: أنت ليس لك رأي في هذا البيت، سأضعه في غرفة أمي، وقال لي: لو قلت: "أمك" مرة، أخرى، اتركي البيت، واذهبي أنت وبنتك، أنا لا أريد أن تعيش بنتك معي، وهي من زوجي الأول، وكل شيء يقول لي: اتركي البيت، وأمي أفضل منك، وأمي أولى بي، وأمي فوق، وأنت تحتها، وكلام من هذا القبيل، وأهدد بالطرد أنا وابنتي تحت أي رد فعل، أو اعتراض. ويقول لي: زوجتي الأولى أفضل منك، وتعلم حق الزوج، فقلت له: ممكن تطلقني من أجل أمك، قال: نعم، فطلقني، وترك البيت، وذهب إلى زوجته الأولى، وبعث لي رسالة: أنت زوجتي، المشكلة هي، هي، أمه يذكرها كل حين، مع العلم أن أمه طلبت أن تبقى معي، ورفضت أن تقيم مع زوجته الأولى، أنا وهي على علاقة جيدة، المشكلة هي أنني تعبت من التهديد بالطلاق، وطردي من البيت أنا وابنتي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن للأم حقا على ابنها في أن يبر بها، ويحسن إليها، وللزوجة حقها في أن يعاشرها بالمعروف، فعلى الزوج أن يعطي كل ذي حق حقه، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 3489.
فإذا كان زوجك يريد أن يبر أمه بوضع هذا المكيف في غرفتها، فلا ينبغي لك الاعتراض عليه، وإن كانت أمه لا ترغب فيه، فالأولى أن يأتي هذا الكلام من قبل أمه، ولا بأس بأن تطلبي منه أن يأتي بآخر لأجل الغرفة الكبيرة مثلا.
وما يصدر عن زوجك من التهديد بالطرد من البيت، أو بالطلاق، أو إغاظتك بذكر أمه، أو زوجته الأخرى، أمر لا ينبغي أن يصدر مثله تجاه زوجته، وهو المأمور بأن يحسن عشرتها كما أسلفنا، فمثل هذا التصرف يتنافى مع حسن العشرة. والأولى بك على كل حال، أن تتحري الحكمة في التعامل معه، وأن تجتنبي ما يمكن أن يستفزه.
وهذه الطلقة إن لم تكن الثالثة، فمن حق زوجك أن يرجعك بغير عقد جديد، ما دمت في العدة، وقوله لك بعد ذلك: أنت زوجتي، كناية، فإن نوى بها الرجعة، صحت.
جاء في تبيين الحقائق للزيلعي: ومن الصريح قوله: ارتجعتك، أو رجعتك، أو رددتك، أو أمسكتك. ومن الكنايات: أنت عندي كما كنت، أو قال: أنت امرأتي... اهـ.
والله أعلم.