السؤال
وبعد: بارك الله فيكم على مسعاكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.
أحبتي في الله لقد تزوجت ـ بحمد الله ـ من فتاة أحسبها - والله حسيبها - من الصالحات وهي شديدة الحب والتضحية والغيرة علي.
لكن هذه الغيرة التي أحياناً في غير محلها ولأسباب وهمية تجرنا للمشاكل إلى أن وصلنا أن الواحد منا لا يكلم الآخر أكثر من أسبوع ونحن في منزل واحد، وقتها كانت تخرج من غير إذني، وفي الأوقات التي تعلم أني لا أرضاها، وفي بعض الأحيان نصل إلى المشاجرة باليد، ولا تتوانى في مد يدها علي بالضرب أيضاً، علما أني وعظتها وأرفق بها وهجرتها كما تقدم، لكن تعود لنفس الفعل أو أشد.
ما لاحظته أني في وقت المشاجرة أحس بأني أكثر حماسة وتركيزاً في عبادتي ودراستي. فما الحل؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ننصحك به أن تجتهد في استصلاح زوجتك، فتعظها وتذكرها بحق الزوج، فإن لم ترجع لطاعتك فلتهجرها في المضطجع، فإن لم يفد ذلك فلك أن تضربها ضربا غير مبرح، وينبغي أن تتعامل معها بحكمة، فتضع الشدة والرفق في مواضعهما، وتعمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ... وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا. "(متفق عليه)
فإن لم تفد معها هذه الوسائل، فليتدخل حكم من أهلك، وحكم من أهلها ليصلحوا بينكما، أو يفرقا في حال تعذر الإصلاح.
وينبغي عليك أن تجاهد نفسك وتجتهد في الاستقامة على طاعة الله، والتقرّب إليه في الشدة والرخاء، والعسر واليسر، بل ينبغي أن تجتهد في العبادة وقت الرخاء والتئام الحال بينك وبين زوجك، وتتعاون معها على الطاعة شكراً لله تعالى، ولمزيد الفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.