السؤال
أنا عراقي، أعيش في كندا، طالب علم شرعي صغير جدًّا، ودائمًا ما أستشير أهل العلم لإزالة الشبهات التي يطرحها عليّ بعض المُغرضين، وأسعى أيضًا لنشر الإسلام العظيم في حدود إمكانياتي المتواضعة -أسأل الله العظيم أن يوفقني وإياكم إلى كل خير، وأن يجعل أعمالنا خالصة له سبحانه وتعالى-، والسؤال هو: عندما أبدأ بالدعوة، أوضح أولًا لهم سماحة هذا الدين العظيم، وأنه دين يسر، وهو دين الحق...، ولكن لا أخبرهم ابتداءً - سواء كان المخاطب ذكرًا، أم أنثى - أنه في حال الإسلام، يجب أن ينفصل عن زوجته، أو تنفصل عن زوجِها، في حال لم تكن الزوجة من أهل الكتاب، وهو الغالب، فأجد في نفسي حرجًا من ذلك، وأقول في نفسي: ربما يكون هذا تدليسًا مني؛ لأني لم أُخبرهم في بادئ الأمر.
وأحيانًا أقول: لا مناص من هذا الفعل؛ إذ إن التدرج في الأحكام مطلوب، بل لا بد منه، فليتكم تقدمون لي بعض النصائح لأستفيد منها - جعل الله ذلك في ميزان حسناتي، وحسناتكم-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، ودأب أتباعهم المصلحين.
واعلم أنّ ما ذكرته من ترك ذكر بعض الأحكام الشرعية، ليس من التدليس على المدعوين، ولا حرج عليك في ذلك؛ فمن الحكمة في الدعوة أن يتدرج الداعي مع المدعو، ويراعي الأولويات، فيبدأ بالأهم فالأهم، ولا يجب تعليم المدعو كل الفرائض جملة واحدة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ. صحيح مسلم.
ولمعرفة بعض القواعد المفيدة في الدعوة إلى الله، راجع الفتاوى: 21186، 7583، 19218.
والله أعلم.