السؤال
أحب أولا أن أشكركم على هذا الموقع، وأرجو الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أنا طالبة في الثانوية العامة بمصر، ومن المعروف أن معظم يوم طلاب الثانوية العامة في مصر يضيع بين الدروس، فبالتالي؛ اضطر أن أنام بين الدروس صباحا، وأسهر ليلا، فهل أحاسب لمخالفتي سنة الله في الكون؟ مع العلم أنها مرحلة واحدة فقط؛ أي: أنها أهم سنة في حياتي على الإطلاق؛ لأنها سوف تحدد بقية حياتي.
أنا أيضا -والحمد لله- أحفظ القرآن الكريم أنا وإخوتي، ولكن أحيانا لا أكون قد حفظت ما يجب علي تسميعه، فلا أحضر، وأحيانا أخرى أسمع أول شخص ثم أذهب لمذاكرتي، فهل هذا تفضيل للمذاكرة عن القرآن أحاسب عليه أو يغضب ربي؟ وهل هذا يجعل مذاكرتي بلا بركة -كما يقول أخي-؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك في الدارين.
ودونك الفتوى رقم: 66870 في بعض ما يعين على المذاكرة.
ولا بأس بالمذاكرة ليلًا، وانظري الفتويين: 12156، 261661.
ومراعاة سنة الله في الكون أولى، ولكن السهر جائز للحاجة؛ بشرط ألا يؤدي ذلك لتضييع الفجر.
قال العلامة/ ابن عثيمين في (اللقاء الشهري):
وإذا أطال الإنسان السهر فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم، ولا يقوم لصلاة الصبح، إلا وهو كسلان تعبان، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحة الدينية والدنيوية، والنوم الطويل في أول النهار يؤدي إلى فوات مصالح كثيرة، وقد جرب الناس أن العمل في أول النهار أبرك من العمل في آخر النهار، وأنه أسد وأصلح وأنجح، وأنه أبرك؛ فإن البكور مبارك فيه، وهؤلاء الذين يسهرون الليالي، لا شك أنهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم، فلا بد للجسم من النوم، وطول السهر يحول دون ذلك. انتهى.
وننبهك إلى أن عمر الإنسان كله مهم، وليست سنة الثانوية فقط، وأهم سنواته هي ما جنى فيها من العمل ما يوصله لرضا ربه -تبارك وتعالى-، فلا تعتبري هذه السنة هي الفيصل.
وقد بينا في الفتوى رقم: 241201 أنه لا يجب على كل شخص من الأمة حفظ شيء من القرآن سوى الفاتحة، ولكن يستحب. وأما الفاتحة: فتعلمها واجب على كل شخص؛ لتوقف صحة الصلاة على قراءتها.
فلو احتجت إلى القيام ببعض المذاكرة التي يضرك تأخيرها، فلا بأس في ترك الحفظ، وأما مع السعة: فحفظ القرآن من أجل العبادات.
وراجعي الفتوى رقم: 228628.
والله أعلم.