الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك في الدارين.
ودونك الفتوى رقم: 66870 في بعض ما يعين على المذاكرة.
ولا بأس بالمذاكرة ليلًا، وانظري الفتويين: 12156، 261661.
ومراعاة سنة الله في الكون أولى، ولكن السهر جائز للحاجة؛ بشرط ألا يؤدي ذلك لتضييع الفجر.
قال العلامة/ ابن عثيمين في (اللقاء الشهري):
وإذا أطال الإنسان السهر فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم، ولا يقوم لصلاة الصبح، إلا وهو كسلان تعبان، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحة الدينية والدنيوية، والنوم الطويل في أول النهار يؤدي إلى فوات مصالح كثيرة، وقد جرب الناس أن العمل في أول النهار أبرك من العمل في آخر النهار، وأنه أسد وأصلح وأنجح، وأنه أبرك؛ فإن البكور مبارك فيه، وهؤلاء الذين يسهرون الليالي، لا شك أنهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم، فلا بد للجسم من النوم، وطول السهر يحول دون ذلك. انتهى.
وننبهك إلى أن عمر الإنسان كله مهم، وليست سنة الثانوية فقط، وأهم سنواته هي ما جنى فيها من العمل ما يوصله لرضا ربه -تبارك وتعالى-، فلا تعتبري هذه السنة هي الفيصل.
وقد بينا في الفتوى رقم: 241201 أنه لا يجب على كل شخص من الأمة حفظ شيء من القرآن سوى الفاتحة، ولكن يستحب. وأما الفاتحة: فتعلمها واجب على كل شخص؛ لتوقف صحة الصلاة على قراءتها.
فلو احتجت إلى القيام ببعض المذاكرة التي يضرك تأخيرها، فلا بأس في ترك الحفظ، وأما مع السعة: فحفظ القرآن من أجل العبادات.
وراجعي الفتوى رقم: 228628.
والله أعلم.