السؤال
هناك قناة تسمى طيور الجنة، وأستطيع أن أزيل المعازف منها، لكن اسم القناة مخالف للشرع؛ لأن ظاهره يعد جزمًا لأناس بالجنة، فهل مشاهدتها تعد إقرارًا للمنكر، وتعاونًا على الإثم؟
هناك قناة تسمى طيور الجنة، وأستطيع أن أزيل المعازف منها، لكن اسم القناة مخالف للشرع؛ لأن ظاهره يعد جزمًا لأناس بالجنة، فهل مشاهدتها تعد إقرارًا للمنكر، وتعاونًا على الإثم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجزم والشهادة لأناس معينين بالجنة لا يجوز، إلا من شهد له النص بذلك.
وأما الشهادة على أناس بالوصف فيجوز، إذا كان هذا الوصف صحيحًا، كالمؤمنين، والصابرين، والمهاجرين، والأنصار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في المستدرك على مجموع الفتاوى: فإنا نشهد بأن المؤمنين في الجنة، وأن الكافرين في النار، ونشهد بالجنة والنار لمن شهد له الكتاب والسنة، ولا نشهد بذلك لمعين إلا من شهد له النص، أو شهد له الاستفاضة على قول. انتهى.
وممن يُشهد لهم بالجنة على سبيل العموم والإطلاق أطفال المسلمين، وقد نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم، قال الإمام النووي -رحمه الله-: أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة. انتهى. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: وأطفال المسلمين في الجنة إجماعًا. انتهى.
فإذا علم ذلك، فليس في هذا الاسم وهو طيور الجنة جزم لأناس معينين بالجنة حتى يمنع منه، وإنما الظاهر من التسمية أنهم يعنون أطفال المسلمين، ويشهد لهذا الاستعمال ما رواه الإمام مسلم في صحيحه، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: تُوُفِّيَ صَبِيٌّ، فَقُلْتُ: طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَ لَا تَدْرِينَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ النَّارَ، فَخَلَقَ لِهَذِهِ أَهْلًا، وَلِهَذِهِ أَهْلًا.
وفيما يخص مشاهدة قناة طيور الجنة يرجى مراجعة هذه الفتاوى التالية أرقامها: 152407، 115314، 251332.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني