السؤال
شب خلاف بيني وبين زوجي أمس، فألقي علي يمين الطلاق، وهذه أول مرة، وأنا متمسكة بحقي بالإقامة بمنزل الزوجية؛ لأني حاضنة، وهو يرفض ترك المنزل، ويقيم معي، ولكن كل منا ينام في غرفة، وهو متمسك بالطلاق، ولا يريد الرجعة. فهل الإقامة معه تجوز أم حرام؟ وإذا كانت حراما فهل يقع علينا نحن الاثنين الإثم أم هو وحده؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كانت هذه أول طلقة، ولم تكن على مال -كما هو الظاهر من السؤال- فهي طلقة رجعية يملك الزوج فيها الرجعة في العدة، والواجب عليك حينئذ؛ البقاء في بيت زوجك، ولا يجوز لك الخروج منه، ولا لزوجك أن يخرجك منه حتى تنقضي عدتك، قال تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ .." [الطلاق: 1]
وبقاء زوجك معك في البيت مباح لا حرج فيه، بل يجوز له أن يخلو بك، وأن تتزيني له ما دمت في عدة طلاقه الرجعي، قال ابن قدامة (رحمه الله) : " والرجعية مباحة لزوجها، فلها التزين والتشرف له، وله السفر بها، والخلوة معها " الكافي في فقه الإمام أحمد (3/ 148).
والله أعلم.