السؤال
إذا مات المسلم: هل تدخل روحه فقط الجنة، أم جسمه وروحه معا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الميت إذا أكرمه الله بالجنة، فإنه يدخلها بروحه وجسمه معا، فإن الله تعالى يحيي العظام يوم القيامة، ويلحق كل روح بجسدها. فمن كان من أهل الجنة دخلها بهما معا؛ فقد جاء في مسند الإمام أحمد مرفوعًا: حَتَّى إِذَا كَانُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، دَخَلَتْ كُلُّ نَفْسٍ فِي جَسَدِهَا. وصححه الألباني. أي دخلت كل روح في جسدها.
وعند ابن أبي عاصم في السنة بسند جود إسناده الألباني: حتى إذا أخرجت الأجساد، أرسل الله الأرواح, وكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطرف, ثم ينفخ في الصور, فإذا هم قيام ينظرون.
وقال ابن القيم في كتابه الروح: تنْبت أَجْسَادهم فِي الْقُبُور، فَإِذا نفخ فِي الصُّور رجعت كل روح إِلَى جَسدهَا فَدخلت فِيهِ, فانشقت الأَرْض عَنهُ, فَقَامَ من قَبره, وَفِي حَدِيث الصُّور أَن إسْرَافيل عَلَيْهِ السَّلَام يَدْعُو الْأَرْوَاح فَتَأْتِيه جَمِيعًا أَرْوَاح الْمُسلمين نورًا، وَالْأُخْرَى مظْلمَة، فيجمعها جَمِيعًا فيعلقها فِي الصُّور, ثمَّ ينْفخ فِيهِ, فَيَقُول الرب جلّ جَلَاله: وَعِزَّتِي ليرجعن كل روح إِلَى جسده, فَتخرج الْأَرْوَاح من الصُّور مثل النَّحْل, قد مَلَأت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض, فَيَأْتِي كل روح إِلَى جسده فَيدْخل, وَيَأْمُر الله الأَرْض فَتَنْشَق عَنْهُم, فَيخْرجُونَ سرَاعًا إِلَى رَبهم يَنْسلونَ, مهطعين إِلَى الدَّاعِي يسمعُونَ الْمُنَادِي من مَكَان قريب, فَإِذا هم قيام ينظرُونَ, وَهَذَا مَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ أَن الرَّسُول أخبر بِهِ, وَإِن الله سُبْحَانَهُ لَا ينشئ لَهُم أرواحًا غير أَرْوَاحهم الَّتِي كَانَت فِي الدُّنْيَا, بل هِيَ الْأَرْوَاح الَّتِي اكْتسبت الْخَيْر وَالشَّر، أنشأ أبدانها نشأة أُخْرَى، ثمَّ ردهَا إِلَيْهَا. اهـ.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني