السؤال
أنا متزوجة من سنتين، وأدرس حاليا في الخارج، قصتي: تزوجت من رجل كان يكذب كثيرا بعد زواجي منه، واكتشفت أنه متزوج وعنده أبناء، وأنه غير دارس أبدا، وأنا جامعية. المهم كنا متفقين أن أكمل دراستي في أمريكا، وعلى هذا قرر أن يترك عمله ودفع مستحقاته لإكمال دراستي، وتم ذلك، وأنا لم أكن موافقة على تركه عمله، كنت متفقة أن أكمل سنة فقط لدراسة اللغة الانجليزية وأعود، وهو يأتي لي زيارات، ولكنه أصر أن يذهب معي، والآن اكتشفت أن عينه زائغة، واكتشفت أنه يتحدث مع النساء، وكل مرة يقول لي آخر مرة، أنا يا شيخ تعبت، وكرهت العيش معه، وهو دائماً يلومني في ترك عمله. ماذا أعمل؟ أريد تركه، وهل أأثم على شيء؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكذب خصلة قبيحة لا يطبع عليها المؤمن ، وقد بينا النصوص الدالة على خطورته في الفتوى رقم: 26391. وإطلاق البصر في النظر إلى النساء وإقامة علاقات معهن محرم كذلك ووسيلة إلى الفاحشة، وهو دليل غفلة، وحصوله من رجل متزوج أشد نكرا وأعظم قبحا، وراجعي الفتوى رقم: 5776. ورقم: 21582.
فإن كان زوجك على هذه المنكرات فيجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا ، وشروط التوبة مضمنة بالفتوى رقم: 5450. ولا تنسي الدعاء له بالهداية والصلاح.
وفسق الزوج من مسوغات طلب المرأة الطلاق؛ كما ذكر أهل العلم ، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 37112 ، ولكن لا ينبغي للمرأة أن تعجل إلى طلب الطلاق ، فقد لا تكون المصلحة فيه دائما ، بل تكون المصلحة في الصبر عليه والسعي في إصلاحه ، إلا إذا استحالت العشرة ، ولم يتحقق من البقاء في العصمة المقاصد الشرعية من الزواج ، فيكون حينئذ الطلاق أولى. ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 18440.
ولا ينبغي للزوج أن يدخل الحرج على زوجته ويستفز مشاعرها على أمر قد مضى وانقضى ، بل وحصل باختياره -كما ذكر في هذا السؤال- من أمر ترك العمل ، وهو مما يمكن تداركه.
والله أعلم.