السؤال
في صلاة الفجر كنت أريد الصلاة والنوم بعدها؛ لأنني متعبة جدًّا، ولكن إحدى قريباتي كانت تصلي بشرشف الصلاة، وأنا أنتظرها، وربما أطالت قليلًا، وعندما عدت سألتها هل انتهيت؟ فلم ترد عليّ، وكبرت مرة أخرى للصلاة وأعتقد أنها كانت قد انتهت من السنة فقط، فقلت بصوت منخفض: لكاعة ـ وهي كلمة تعني المماطلة، وأشعر أن هذا كان بسبب أنها لم ترد عليّ، ويأتيني شعور: ماذا لو كان قصدي أنها استغرقت وقتًا طويلًا؟ وماذا لو كان هذا استهزاء بأنها أخذت وقتًا طويلًا، وأقول لنفسي: لا، فأنا أحب صفة التطويل في الصلاة ولا أقصد... حقًّا لا أعلم، ولكن يقتلني الشك، ولا أعلم قصدي ولا أستطيع تحديد ما كنت أفكر فيه، وأخشى أن أكون قد دخلت في الكفر بسبب الاستهزاء، مع العلم أنني في الأسبوعين الأخيرين اغتسلت ما يقارب من خمس أو ست مرات تجديدًا لإسلامي، بمعنى أنني أتشهد وأغتسل؛ لأنني أخشى أن بعض تلك الأفعال قد جعلتني أكفر، وأصبحت أفعل أمورًا أشك بأنني كفرت بفعلها؛ لذلك أجدد وأغتسل، وحقًّا لا أعلم ماذا أفعل، فهل كفرت بسبب الموقف الذي حصل مع قريبتي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي على العبد أن يتكلم بأسلم الألفاظ، وأحسنها، قال تعالى: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {الإسراء:53}.
ومع هذا، فهذه الكلمة لا علاقة لها بالكفر، فلا يظهر منها قصد السخرية، أو الاستخفاف بالشرع، وإنما التذمر من تأخر جوابها، فهذه كلمة لا يصير المرء بها كافرًا؛ إذ لا دليل على التكفير بمثلها، ولا على انشراح صدر قائلها بالكفر، قال تعالى: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ {النحل: 106ـ 107}.
وقد بينا في الفتوى رقم: 158783، كيفية التخلص من الوسوسة في باب الاستهزاء.
ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.