السؤال
بعد أذان الفجر الأول أحسست بشعرة في فمي، فبصقت، فلم أر شيئا، وبعد أذان الفجر الثاني أحسست بها ثانية فابتلعت لعابي، لأنني قلت في نفسي كيف يمكن أن تدخل وفمي مغلق، لكنني شككت أنها شعرة من الغطاء، فقد كنت أمسح باستمرار لكي لا يدخل اللعاب إلى فمي علما بأنني أشك في أنني بحثت عنها بلساني فلم أجدها، وبعد مدة أحسست عندما ابتلعت لعابي أن شيئا من الطعام مر معها، علما بأنني لم أكن أعلم، فما حكم صيامي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعلى تقدير أنك قد ابتلعت شعرة أو بقية طعام، فلا يفسد صومك بذلك على الصحيح من قولي أهل العلم، حيث إن ذلك كان دون قصد منك، ومادمت شاكة في ابتلاعها أصلا، فلا أثر لهذا الشك، وصومك صحيح، ولا يلزمك قضاء، لأن الأصل صحة الصيام ولا ينتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، وانظري لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 224611، وما أحيل عليه فيها.
ولا داعي للتشدد في مسح آثار اللعاب من الفم، فإن بقاء البلل على الشفتين أمر عادي، كما سبق في الفتوى رقم: 55834.
وننصحك بعدم الاسترسال مع تلك الأحاسيس والشكوك حتى لا تفتحي عليك أبواب الوساوس، فبسبب استرسالك هذا ازدادت شكوكك وانتقلت من الشك في بلع الشعر إلى الشك في بلع الطعام، فننصحك بالإعراض عن كل ذلك، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب على الوساوس في الفتويين رقم: 51601، ورقم: 3086.
والله أعلم.