السؤال
ما هي علامات إعراض الله تعالى عن العبد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
إن العبد إذا كان مطيعاً لربه حريصاً على مرضاته اتصلت به أسباب الخير وانقطعت عنه أسباب الشر، وتولاه مولاه وأحبه، فيجد الطائع في طاعة مولاه: انشراح الصدر، وقرة العين، وسرور النفس، ولذة الروح وأطيب النعيم، كما قال بعض السلف: إننا لفي سعادة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف فهذه هي جنة الدنيا، جنة الأنس بالله وطاعته.
أما المعرض عن الله، المضيع لأوامره، المجترئ على حدوده ومعاصيه فإنه يعرض نفسه للقطيعة بينه وبين الله تعالى.
وإذا وقعت القطيعة انقطعت عن العبد أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر، فأي عيش لمن انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر، فتولاه عدوه، وتخلى عنه خالقه ووليه.
قال بعض السلف: رأيت العبد ملقى بين الله سبحانه وبين الشيطان، فإن أعرض الله عنه تولاه الشيطان.
فإذا حدثت هذا القطيعة، وتمكنت الغفلة، ضاق الصدر، ووقعت الوحشة بين العبد وبين الصالحين، وصار القلب - والعياذ بالله - يجد لذته في المعاصي التي هي جراحات وآلام لكن.
ما لجرح بميت إيلام.
لكن لاستحكام الغفلة فإن القلب لا يتألم، بل ينتكس القلب، فيصبح لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه.
وليس للعبد من باب يطرقه عندئذ إلا باب خالقه ومولاه، فليطرق بابه، فإن من أدام الطرق يوشك أن يفتح له. فليداوم على الدعاء وتلاوة القرآن، فإن القرآن أعظم شفاء للقلوب.
( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً ) (الإسراء:82)
وليكثر من ذكره ربه، فإن الذكر يطرد الشيطان ويرضي الرحمن.
وليجالس الصالحين، وليبتعد عن قرناء السوء فإنهم وبال عليه في الدنيا والآخرة، فليتبرأ منهم اليوم قبل أن يتبرأوا هم منه غداً.
( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) (الزخرف:67)
نسأل الله لنا ولك انشراح الصدر، وقرة العين بطاعة ربنا، والنجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني