السؤال
دايمًا يقال في بلدي: "أستغفر الله العظيم" تعبيرًا عن الكرب والضيق، والهم، وكل ما يزعج الإنسان. ويقول إخوتي ذلك، فأقول لا تجعلوها تعبيرًا عن ذلك.
فهل في ذلك شيء؟
دايمًا يقال في بلدي: "أستغفر الله العظيم" تعبيرًا عن الكرب والضيق، والهم، وكل ما يزعج الإنسان. ويقول إخوتي ذلك، فأقول لا تجعلوها تعبيرًا عن ذلك.
فهل في ذلك شيء؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمناسب للغضب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وعند المصيبة الاسترجاع وهو أن يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
قال سليمان بن صرد رضي الله عنه: كنت جالسا مع النبي صلي الله عليه وسلم، ورجلان يستبان، وأحدهما قد احمر وجهه، وانتفخت أوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ذهب منه ما يجد. متفق عليه.
وقال الله تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ. البقرة:[ 155-157].
ومع ذلك فالاستغفار مشروع لجلب النعم ودفع النقم، وسبب لتحصيل الرحمة والأرزاق، كما قال تعالى فيما قصه عن نوح عليه السلام: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا {نوح:10-12}. وقال تعالى: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {النمل:46}.
وراجع الفتوى رقم: 151127.
وعليه فيشرع قولها عند الضيق والكرب لطلب التفريج، وإزاحة الهم، لكن يقولها متدبراً معناها لا لمجرد التعبير عن ضيق من تصرف شخص ما -فما لهذا شُرعت- .
وقد تكلمنا بالفتوى رقم: 24902 حول: الاستغفار...معناه وثمراته.
وذكرنا جملة من الأذكار، والأدعية المشروعة لرفع الهم بالفتوى رقم: 152279.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني