السؤال
هل أمرنا الله بالدخول في الإسلام؟ وإذا كان قد أمرنا فإنني أريد دليلا إذا كنت تستطيع.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الله تعالى أمر الناس جميعا بالدخول في دينه وما أنزل الله الكتب ولا أرسل الرسل إلا لذلك, وكل مسلم يعلم أن الله أمر عباده بالدخول في الإسلام, وهذا معلوم من الدين بالضرورة، ونحن نستغرب مثل هذا السؤال من السائل وكثير من أسئلته السابقة تدل على أنه إما شاك أو مصاب بوسوسة شديدة في أمور العقيدة، فنوصيه بتقوى الله تعالى وعدم الاستجابة والاسترسال مع تلك الوساوس, قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً {البقرة: 208}.
قال العوفي: عن ابن عباس، ومجاهد، وطاوس، والضحاك، وعكرمة، وقتادة، والسُّدّي، وابن زيد، في قوله: ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ ـ يعني: الإسلام.
وقال تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {الزمر: 54}.
قال ابن جرير: وقوله: وَأَسْلِمُوا لَهُ ـ يقول: واخضعوا له بالطاعة والإقرار بالدين الحنيفي. اهـ.
وأخبر تعالى أن الدين عنده الإسلام، وأنه لا يقبل من أحد دينا سواه، وأن من ابتغى دينا سواه، فإنه من الخاسرين, وأنه رضي لنا الإسلام دينا، وأنه أرسل محمدا صلى الله عليه وسلم للناس كافة بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، والآيات في هذا كثيرة، وفي كل هذا تحذير لنا من اتخاذ دين سواه وأمْرٌ لنا باتخاذ الإسلام دينا, وفي السنة أيضا: ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ ـ وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك الأرض كسرى وقيصر وغيرهما يدعوهم إلى الدخول في الإسلام, والأدلة من السنة على الدعوة إلى الإسلام وأمر الناس بالدخول فيه أكثر من أن تستقصى.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني