السؤال
وقعت في ذنب عظيم لكني لا أجد من نفسي ندما حقيقيا فماذا أفعل كي أندم حقا؟ وهل تأخير التوبة ذنب يحتاج إلى توبة ؟
وقعت في ذنب عظيم لكني لا أجد من نفسي ندما حقيقيا فماذا أفعل كي أندم حقا؟ وهل تأخير التوبة ذنب يحتاج إلى توبة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التوبة من الذنب واجبة على الفور باتفاق العلماء ولا يجوز تأخيرها، بل يصبح تأخيرها معصية أخرى تحتاج إلى توبة.
قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام: والتوبة واجبة على الفور، فمن أخرها زماناً صار عاصياً بتأخيرها، وكذلك يتكرر عصيانه بتكرار الأزمنة المتسعة لها، فيحتاج إلى توبة من تأخيرها، وهذا جار في تأخير كل ما يجب تقديمه من الطاعات.
إذا تقرر هذا، فإن الواجب عليك المبادرة إلى التوبة من هذا الذنب، وإن من شروط التوبة الندم على الذنب الذي اقترفته، ولكي يتحقق هذا الندم عليك أن تتبع الآتي:
أولاً: أن تتذكر عظمة من عصيت، فهو المنعم عليك بشتى النعم، فكيف تقابل نعمه بالعصيان؟! فإن جزاء الإحسان الإحسان لا الإساءة، وإذا كان هذا لا يليق بين الخلق، فكيف يليق فعله مع الخالق سبحانه؟!.
ثانياً: أن تعلم أن هذه المعصية قد تكون سبباً في سخط الله عز وجل عليك، خاصة مع عدم الندم على فعلها، فيكتب عليك سخطه إلى أن تلقاه.
ثالثاً: أن تتذكر أن هذه المعصية قد تكون سبباً في إصابتك بالبلاء والفتن، فكم من الأمم أو الأفراد قد ابتلوا بالمصائب والهلاك بسبب ذنوبهم.
رابعاً: ألا يغيب عن ذهنك أنك ربما إذا مت على هذا الحال دون الندم على ذنب قد فعلته أنك سوف تجده مكتوباً في صحيفة أعمالك يوم القيامة، فتندم حين لا ينفع الندم.
وفي الختام فلتتدبر قول الله تعالى: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ* وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ* أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ* أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ* أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [الزمر:54-58].
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني