السؤال
أرجو قراءة مشكلتي قراءة كاملة والرد عليها ردا شافيا: كنت أصلي في المسجد ـ ولله الحمد ـ وأحيانا تفوتني الجماعة الأولى، وأسعى جاهدا أن لا تفوتني بسبب أنني لا أريد أن أكون إماما لجماعة ثانية، وأحيانا أقاوم وأقول في نفسي هل تريد أن تدرك الجماعة الأولى لأجل الناس وخوفا من الناس لا لأجل الله، لأنني أخشى أن يطلبوا مني أن أكون إمامهم في الجماعة الثانية، فما الحكم؟ وهل هذا رياء؟ ويبدأ التوتر والقلق يروادني شيئا فشيئا خشية أن يطلب مني أن أصلي إماما، وأجد راحتي في أن أصلي خلف الإمام لا أن أكون أنا الإمام خصوصا في الجماعة الثانية، فعندما أصلي بمفردي أشعر براحة وطمأنينة، لأنني أطيل الركوع كما أشاء، وعندما أرفع من الركوع أطيل كذلك، وأطيل في السجود والجلوس بين السجدتين، وفي التشهد الأخير، وأذكر معظم الأدعية المأثورة قبل التسليم، وعندما أكون إماما لا أطيل، وأحيانا أطيل في كل ما ذكرت سابقا من سجود وركوع إلخ .. وبينما أنا ذاهب إلى المسجد رأيت أناسا يصلون جماعة وقلت سأصلي معهم لأنهم قريبون من بيتي وتفاجأت أنهم طلبوا مني أن أكون إماما فصليت وتكرر طلبهم مني فقررت أن أعود إلى المسجد ولا أصلي معهم، فما الحكم في ذلك؟ وهل هو رياء أم ماذا؟ وعندما أصلي إماما بالناس في الجماعة الثانية أتعمد الإطالة، ونفسي تراودني إن صليت بسرعة وتقول لي لماذا تسرع؟ وهل تخشى أن ينتقدك الناس وهل تسرع بصلاتك لأجل الناس....؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن الواضح جدا أنك مصاب بالوسوسة، ومن ثم فعليك أن تطرح هذه الوساوس وتعرض عنها، واعلم أنها من تلبيس الشيطان عليك ومكره بك ليصدك عن العبادة، فحرصك على الجماعة الأولى هو من الخير بلا شك، فلا تفرط فيه، فإن للجماعة الأولى فضلا ليس لغيرها، وليس في حرصك على الجماعة الأولى شيء من الرياء ولو صاحب ذلك رغبتك في ألا تصلي إماما بجماعة ثانية، فإذا دخلت المسجد وكانت الجماعة قد انقضت، فإن طلب إليك أن تكون إماما لجماعة ثانية وكنت أقرأ القوم فصل بهم، وينبغي لك أن تخفف إذا كنت إماما فتصلي بصلاة أضعف القوم، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من أم قوما أن يخفف، لأن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة، فإذا صليت لنفسك فطول ما شئت، فما تفعله من التخفيف إذا كنت إماما والتطويل إذا كنت منفردا هو الموافق للسنة، فلا تدع هذا ولا يلبسن عليك الشيطان ويصدك عن الخير بزعم أنك ترائي.
وأما صلاتك مع الجماعة خارج المسجد: فهي وإن كانت مسقطة للفرض عند الجمهور على ما بيناه في الفتوى رقم: 128394. فإن الذي ينبغي أن تحرص على شهود الجماعة في المسجد طلبا لفضلها وخروجا من الخلاف في وجوب شهود الجماعة في المسجد.
وبالجملة فدع عنك الوساوس وامض في عبادتك غير ملتفت لما يلقيه الشيطان في قلبك من كونك قد تكون مرائيا، مع الحرص على تحصيل الإخلاص والأخذ بأسبابه، ولبيان السبل المعينة على تحصيل الإخلاص والتخلص من الرياء انظر الفتوى رقم: 134994.
والله أعلم.