السؤال
تركت الصلاة مدة تسع سنوات, وكنت أشاهد المواقع الإباحية, والكثير الكثير فهل لي من توبة؟ واللهِ إني كرهت نفسي, وأبكي بدل الدمع دمًا, علمًا أني تبت إلى الله أكثر من ألف مرة, وأكون صادقة, لكن سرعان ما أعود أشد من الأول, أخاف أن لا يقبلني الله, وقد تبت الآن, وعلى خلق عالٍ, ومتحجبة, وأصوم الإثنين والخميس, ولكني أقصر في صلاتي كثيرًا, فهل يجب أن أقضي الصلوات الفائتة؟ وكيف أثبت على صلاتي؟ وهل لي من توبة أصلًا؟ أرجو منكم أن تنقذوني, فأنا ضائعة جدًّا.
شكرا لكم مسبقًا, وجزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فباب التوبة مفتوح, ومهما كان ذنب العبد عظيمًا فإنه متى تاب إلى ربه توبة نصوحًا صادقة قبل الله توبته, وأقال عثرته, كما قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}، فإذا علمت هذا فلا تيأسي من روح الله, ولا تقنطي من رحمة الله، وأقبلي على ربك بإخلاص وصدق, وتوبي إليه توبة نصوحًا مما تقيمين عليه من الذنوب, خاصة التهاون في أمر الصلاة, فإن تعمد تفويت الصلاة حتى يخرج وقتها من أكبر الذنوب وأعظم الآثام، وانظري الفتوى رقم: 130853.
ومهما تكرر منك الذنب فلا يحل ذلك بينك وبين التوبة, فإن الله لا يزال يقبل توبة العبد ما لم يغرغر, كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما الصلوات التي تعمدت تركها: ففي وجوب قضائها عليك خلاف بين العلماء انظري لمعرفته الفتوى رقم: 128781.
والأحوط بلا شك هو العمل بقول الجمهور, وقضاء تلك الصلوات الفائتة؛ حتى تبرأ الذمة بيقين، وانظري الفتوى رقم: 70806 لبيان كيفية القضاء.
والله أعلم.