السؤال
هل يبقى المؤمن في الجنة على هيئته وشخصيته فيحب من كان يحب في الدنيا؟ أم يصبح شخصا آخر بطباع أخرى؟.
هل يبقى المؤمن في الجنة على هيئته وشخصيته فيحب من كان يحب في الدنيا؟ أم يصبح شخصا آخر بطباع أخرى؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على المسلم أن يجعل همه في السؤال عن العلم النافع الذي يقربه إلى الجنة، وحري به أن يتجافى عن الأسئلة المتكلفة التي لا يترتب عليها عمل، وهذا الأمر المسؤول عنه لا نعلم دليلا من الشرع في بيانه بالتحديد، لكن من المعلوم أن أهل الجنة يطهرون من الأخلاق السيئة، كما قال تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ {الأعراف:43}.
قال ابن جرير: وأذهبنا من صدور هؤلاء الذين وَصَف صفتهم، وأخبر أنهم أصحاب الجنة، ما فيها من حقد وغِمْرٍ وعَداوة كان من بعضهم في الدنيا على بعض. اهـ.
وقال ابن سعدي: وهذا من كرمه وإحسانه على أهل الجنة، أن الغل الذي كان موجودا في قلوبهم، والتنافس الذي بينهم، أن الله يقلعه ويزيله حتى يكونوا إخوانا متحابين، وأخلاء متصافين، قال تعالى: وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ـ ويخلق الله لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم، فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه. اهـ.
وأهل الجنة متحابون فيها، ولا تباغض بينهم، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا اختلاف بينهم ولا تباغض. متفق عليه.
وانظري للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 11317، 103498، 24431، 165593، 165781.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني