السؤال
تحية طيبة، أولا سوف أدخل بسؤالي مباشرة لأني لا أريد أن أطيل عليكم.
زوجي يصلي ويصوم لكن معظم صلاته في البيت، ونحن في دولة في جنوب آسيا مع أن المساجد تحت العمارة مجرد ضغط الأصانصير وتكون في المسجد، أما طبائعه سأقول لكم هو يدخن ويخزن بالقات إلى الفجر، وبعد ذلك يصلي الفجر وينام، وأنا وإياه في مشاكل بسبب القات والدخان، وأنا امرأة متدينة لا أحب هذه الأشياء وأريد زوجا طائعا لربه، وترك هذه الأشياء الرذيلة عنه أما من جهة النصائح فأنا أنصح بكل الطرق لكن بدون جدوى معه. لكن أفتوني في أمري ماذا أفعل له وما واجباتي نحوه وادعو لي أن يهديه الله ويترك الذي هو فيه.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فنسأل الله أن يهدي زوجك ويصلحه، والذي يمكننا قوله لك هو أن تستمري في نصحه بشتى الطرق وبكل رفق ولين، فإن استجاب وترك التدخين والقات فذاك، وإن لم يستجب فأنت بالخيار إن شئت صبرت عليه وإن شئت طلبت الطلاق إذا كان تدخينه يضر بك؛ فرائحتة الكريهة قد تبيح لك طلب الطلاق، وهي تدخل في بخر الفم، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن بخر الفم عيب من العيوب التي تبيح فسخ النكاح.
جاء في الموسوعة الفقهية: الْبَخَرُ الرَّائِحَةُ الْمُتَغَيِّرَةُ مِنَ الْفَمِ مِنْ نَتْنٍ وَغَيْرِهِ . يُقَال : بَخِرَ الْفَمُ بَخَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ ، إِذَا أَنْتَنَ وَتَغَيَّرَ رِيحُهُ ... فَقَدِ اخْتَلَفُوا فِي ثُبُوتِ الْخِيَارِ وَالْفَسْخِ بِهِ . فَقَال الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ ، وَهُوَ الْقَوْل الآْخَرُ لِلْحَنَابِلَةِ : لاَ يَثْبُتُ بِهِ الْخِيَارُ وَلاَ يُفَرَّقُ بِهِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ. وَقَال الْمَالِكِيَّةُ ، وَهُوَ رَأْيٌ لِلْحَنَابِلَةِ : يَثْبُتُ بِالْبَخَرِ الْخِيَارُ وَالْفَسْخُ فِي النِّكَاحِ. اهــ مختصرا .
وأما ترك أداء الصلاة في المسجد فإن العلماء متفقون على أن أداء الرجل الصلاة في المسجد أفضل وأعظم أجرا من أدائه لها في البيت، إلا أنهم اختلفوا في حكمها هل هي واجبة على الأعيان أم على الكفاية أم هي مستحبة؟ وفي كل الأحوال لا يعتبر هذا مبيحا لطلب الطلاق ما دام يصلي ولا يتهاون في أداء الصلاة، وينبغي نصحه برفق وحكمة لعل الله يشرح صدره. واجتهدي في الدعاء لا سيما في الأوقات التي هي مظنة الإجابة كما يمكنك الاستعانة بمن صلته وثيقة به ويؤثر عليه من أهله أو أهلك فيشاركونك في نصحه وتذكيره بالله تعالى .
والله تعالى أعلم