السؤال
قرأت مرة أنه لا يجزئ إذا قام أحدهم من السجود بسبب سماعه صوتا مفاجئا مثلاً ولا أدري إن كان ما يحصل معي ينطبق عليه هذا الحكم، فأحيانا في الصلاة أقوم من السجود بشكل مفاجئ دون أن أكون قد نويت أنني سوف أقوم، وبشكل بديهي أجد نفسي قد تحركت بسرعة، فهل الحكم نفسه ينطبق علي؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صرح أهل العلم بأن المصلي إذا قصد برفعه من السجود غير الجلوس لم يجزئه, وكذا إذا قصد برفعه من الركوع غير القيام لم يجزئه ومثلوا لذلك بمن قام فزعا، جاء في تحفة المحتاج ـ من كتب الشافعية ـ عن الرفع من السجود إلى الجلوس: وَلَا يَقْصِدُ بِالْقِيَامِ إلَيْهِ غَيْرَهُ فَلَوْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَزَعًا مِنْ شَيْءٍ لَمْ يَكْفِ نَظِيرُ مَا مَرَّ فِي الرُّكُوعِ فَلْيَعُدْ إلَيْهِ ثُمَّ يَقُومُ. اهــ.
واستحضار النية عند كل فعل من أفعال الصلاة هو الأكمل للمصلي، ولكنه أمر بالغ الصعوبة، ودين الله يسر، فالواجب أن لا يقصد المصلي بالقيام إلى الفعل غيره، وشتان ما بين هذا وبين إلزامه باستحضار النية لكل فعل، فما ذكرته من أنك أحيانا في الصلاة تقومين من السجود بشكل مفاجئ دون أن تكوني قد نويت أنك سوف تقومين... كاف للخروج من عهدة الفعل، ولا سيما لمن كان عنده وسوسة، ولا نخفي الأخت السائلة أننا نلحظ من سؤالها هذا وأسئلتها السابقة أنها مصابة بشيء من الوسوسة فينبغي أن تحذر أشد الحذر منها، فإن الوسوسة شر مستطير والاسترسال معها عواقبه وخيمة.
والله أعلم.