السؤال
أريد أن أعرف من هو القحطاني؟ ومن الجهجاه؟ وهل الأحاديث الواردة فيهما صحيحة مثل: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه، لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ جَهْجَاهُ؟ وإن كان حديث القحطاني صحيحا، فما رأي سيادتكم في من يقول إن القحطاني هو الشيخ المجاهد أسامة بن لادن؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تكلمنا على هذين الرجلين وعلى تخريج الحديثين المذكورين في الفتوى رقم: 19644، ومن خلالها تعلم أن القحطاني ليس هو أسامة بن لادن قطعا.
واختلف هل القحطاني هو جهجاه أو غيره، ومال جمع من أهل العلم إلى أنهما ليسا شخصا واحدا، فإن القحطاني من الأحرار لأن نسبه إلى قحطان الذي تنتهي أنساب أهل اليمن من حمير وكندة وهمدان وغيرهم إليه، وأما الجهجاه فهو من الموالي ويؤيد ذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه أحمد شاكر عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له: الجهجاه.
قال ابن كثير في النهاية: يحتمل أن يكون هذا اسم ذي السويقتين الحبشي. اهـ.
وقال ابن حجر في فتح الباري في الشرح لحديث: لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه ـ قال: قال القرطبي في التذكرة: قوله يسوق الناس بعصاه كناية عن غلبته عليهم وانقيادهم له... قال ولعله جهجاه المذكور في الحديث الآخر، وأصل الجهجاه الصياح، وهي صفة تناسب ذكر العصا، قلت ويرد هذا الاحتمال إطلاق كونه من قحطان فظاهره أنه من الأحرار وتقييده في جهجاه بأنه من الموالي وما تقدم أنه يكون بعد المهدي وعلى سيرته وأنه ليس دونه ثم وجدت في كتاب التيجان لابن هشام ما يعرف منه أن ثبت اسم القحطاني وسيرته وزمانه فذكر أن عمران بن عامر كان ملكا متوجا وكان كاهنا معمرا وأنه قال لأخيه عمرو بن عامر المعروف بمزيقيا لما حضرته الوفاة إن بلادكم ستخرب وإن لله في أهل اليمن سخطتين ورحمتين، فالسخطة الأولى هدم سد مأرب، وتخرب البلاد بسببه، والثانية غلبة الحبشة على أرض اليمن، والرحمة الأولى بعثة نبي من تهامة اسمه محمد يرسل بالرحمة ويغلب أهل الشرك، والثانية إذا خرب بيت الله يبعث الله رجلا يقال له شعيب بن صالح فيهلك من خربه ويخرجهم حتى لا يكون بالدنيا إيمان إلا بأرض اليمن. انتهى، وقد تقدم في الحج أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج وتقدم الجمع بينه وبين حديث: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت وأن الكعبة يخربها ذو السويقتين من الحبشة ـ فينتظم من ذلك أن الحبشة إذا خربت البيت خرج عليهم القحطاني فأهلكهم وأن المؤمنين قبل ذلك يحجون في زمن عيسى بعد خروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم، وأن الريح التي تقبض أرواح المؤمنين تبدأ بمن بقي بعد عيسى ويتأخر أهل اليمن بعدها، ويمكن أن يكون هذا مما يفسر به قوله: الإيمان يمان ـ أي يتأخر الإيمان بها بعد فقده من جميع الأرض، وقد أخرج مسلم حديث القحطاني عقب حديث تخريب الكعبة ذو السويقتين فلعله رمز إلى هذا... اهـ.
والله أعلم.