السؤال
أريد توضيح وتصحيح فهمي في مفهوم العبادة، فماهي العبادة التي إذا دخل عليها الرياء أحبطها ويأثم الشخص إن طلب أجر الدنيا وثوابها الذي يوقع في الشرك الأصغر؟ لأن معاملتي أصبحت متغيرة وأوسوس وأخشى الوقوع في الشرك الأصغر، فالعبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، وبعض الأشياء داخلة في الغالب في حظوظ الدنيا، وقد يكون فيها معنى العبادة ويكون الدافع الأساس لشخص هو أمر دنيوي مثل: الزواج، ففي أكثر الأحيان يكون الدافع هو التمتع وقضاء الشهوة والتلذذ ولا يقصد أجرا أو ما شابهه، الإنفاق: فتجد الإنسان ينفق على أساس أنه متعود عليه ويريد به كسب الآخرين إما زوجة أو أبناء والابتسامة: هي عاده تعود عليها الإنسان وتكون في أكثر الأحيان لسبب دنيوي وفي الغالب يقصد الناس ذلك لكسب المحبة والمودة والمعاملة الحسنة وهي لغرض دنيوي، والمعاملة الحسنة: الإنسان الأصل في معاملته الخير ويفعلها لمجرد العادة وقد يقصد بذلك غرضا دنيويا يعامل الناس لكي يكسب مودة واحتراما ولكي يعاملوه بالمثل، إكرام الضيف: هو عادة عربية وأقرها الدين الإسلامي فغالبا يكرم ضيفه من باب عادة الكرم ولكي يقابل بالمثل، وهي طلب ثواب أشياء دنيوية، والهدية والهبة، يقدم الإنسان الهدية لكسب الحب أو لكسب مصلحة أو لدفع شر، وهي جميعها أغراض دنيوية، صلة الرحم: يصل رحمه لكي يكسب مودتهم وحبهم ويحصل اتصال مستمر في الحياة وقد يذهب بعض الأحيان لأخذ غرض دنيوي، مساعدة الآخرين: تكون في الغالب من باب الأخوة والصداقة أو الفزعة وليساعده الناس بدون قصد الأجر، فجميع ما يعمله الإنسان بالفطرة يكون الغالب فيه هو دافع دنيوي وليس لطلب الأجر والثواب، وهناك أشياء كثيرة ترتبط معاملتها بالناس تكون في نفس المفهوم، لأنها أشياء تعود عليها وبعضهم يأخذها من باب العادة، لأنه قد لا يكون فاهما لمفهوم العبادة، والناس منهم العالم في الدين والعامي، أما الطفل أو الشخص غير المثقف في أمور الدين فهم ليس جميعهم يعلمون الأحاديث وأمور الدين فتجد الشخص لا ينوي الأجر إلا إذا سمع حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو من كلام الله فينوي الأجر عن الكل في لحظة واحدة وفي وقت العمل يكون الدافع دنيوي، وغالب الناس ـ إن لم يكون أكثرهم وأنا كنت منهم ـ يفهم أن العبادة تقتصر على أمور في أصول الدين كالصلاة والصيام والصدقة والحج والزكاة والجهاد والذكر وأمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر وفعل الواجب وترك المحرم، فهو لا يقصد الرياء ولا السمعة فيها ولا يعمل لأجل الدنياء فيها فهي لا ترتبط بالناس في كسب شيء أو معاملات الناس وتكون لله جل جلاله حتى ولو كان فيها كسب أو ثواب وخير عاجل في الدنيا فتكون تابعة ويكون الأصل أجر الآخرة، أريد أن تشرحوا لي وتبينوا مما سبق ثم تجيبوا عن هذه الأسئلة:
س: 1ـ إذا فعلت هذه الأشياء: الزواج والإنفاق والابتسامة وإكرام الضيف وغيرها مما سبق ـ ولم أنو الأجر، فهل أأثم أو أؤجر؟.
س:2ـ هل إذا أردت أن يقال عني فلان تزوج أو فلان كثير الإنفاق سخي، أو فلان معاملته حسنة ودائما مبتسم، فلان يكرم الضيف أو فلان أهدى لي هدية أو فلان لا يقطعنا واصل، فهل أعتبر وقعت في الشرك الأصغر ـ الرياء؟ أم أن عمله محبط وليس له أجر ولا إثم؟.
س: 3ـ هل الزواج والإنفاق والابتسامة والمعاملة وإكرام الضيف وإهداء الهدايا وصلة الرحم لو كان الدافع للحصول على أمر دنيوي ولم ينو الأجر من الله كما في الأمثلة التي ذكرتها في السابق يعتبر صاحبها وقع في الشرك الأصغر أو أنه ليس له أجر ولا إثم وأجره هو الذي حصل عليه في الدنيا؟.
س: 4ـ ما هي العبادة التي إذا أراد بها الدنيا وقع في الشرك الأصغر؟.
س: 5ـ هل النية في صلة الرحم وغيره تكون دائما كل ما وصلت رحما أحدث نفسي أنني أبغي الأجر فقط، أو أنها تكون منعقدة دائما وأنني أبتغي الأجر، لأن الإنسان يفعل بعض الأشياء وهو في نفس اللحظة التي يزور فيها أقاربه وإنما تكون منعقدة في قلبه منذ زمان خاصة لو كانت عادة لشخص الزيارة؟.
س: 6ـ الإنسان يذهب إلى أقاربه بعض الأحيان لكي يأخذ من أقاربه شيئا دنيويا من مال أو غرض مادي ولم ينو أجرا، فهل يأثم أي وقع في الشرك؟.
س: 7ـ لو نوى بعمل مباح نية الأجر ودخل عليه الرياء مثل أن أمازح شخصا لكي أدخل السرور على مسلم بنية الأجر ودخل عليها الرياء أريد أن يقولوا فلانا حسن الخلق، فهل أقع في الذنب؟ أم أنه يحبط العمل فقط وليس لي أجر ولا إثم؟.
أتمنى أن أكون أوضحت الإشكال الذي ورد لي في فهم العبادة وغيره لكي تتمكنوا من الإجابة وأتمنى أن تعطوا رسالتي اهتماما وتجيبوا على جميع الأسئلة حتى يتضح لي حتى أتجنب الوقوع في الشرك الأصغر، وشكرا.