السؤال
الإخوة الأفاضل سؤالي قد يكون غريبا بعض الشيء ولكن يلح علي، وهو أنني ولله الحمد ملتزم، وأصلي ولكن لا أحب أن تظهر على جبهتي علامة الصلاة، أو كما نطلق عليها زبيبة الصلاة، فأقوم إما بوضع منديل على جبهتي أو رفع رأسي قليلا مع وضع كامل أنفي على الأرض للخضوع والذل لله، وأفعل ذلك من أجل منظري العام، لا أعرف ولكن لا أحب أن تظهر لي، فهل هذا حرام أو مستحب أو ماذا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فرفعك لرأسك قليلا إن كنت تعني به أن جبهتك لا تلامس الأرض فهذا فعل تبطل به الصلاة، وإن كنت تعني أنها تلامس الأرض ولكن من غير تمكين فهذا الفعل تبطل به الصلاة عند بعض الفقهاء، ولا تبطل به عند آخرين، وإنما خلاف السنة، كما فصلناه في الفتوى رقم: 126299
كما أن وضع المنديل لتسجد عليه فعل مكروه كما نص عليه الفقهاء. جاء في حاشية الصاوي على الشرح الكبير من كتب المالكية: وَكُرِهَ السُّجُودُ عَلَى مَلْبُوسِهِ أَيْ الْمُصَلِّي أَيْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَلْبُوسِهِ كَكُمِّهِ أَوْ رِدَائِهِ أَوْ مِنْدِيلٍ أَوْ عَلَى حَصِيرٍ نَاعِمٍ كُلُّ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ لِأَنَّهُ يُنَافِي الْخُشُوعَ. اهـ.
وإننا ننصحك بأن تمكن جبهتك من الأرض خروجا من خلاف من أبطل الصلاة بعدم التمكين، فالصلاة شأنها عظيم، وينبغي الحرص على أدائها بصفة لا تعتريها شبهة بطلان، والاعتناء بها أولى من الاعتناء بالمظهر الخارجي، والترفع عن تمكين الجبهة من الأرض ووضع المنديل وكراهة ظهور سمة السجود كل هذه الأمور قد تدل على وجود كبر في القلب ـ والعياذ بالله ـ فليحذر السائل أن يكون من المتكبرين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ. رواه مسلم.
وعند أحمد والترمذي وصححه الألباني من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ فِي صُوَرِ النَّاسِ يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الصَّغَارِ حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ بُولَسُ فَتَعْلُوَهُمْ نَارُ الْأَنْيَارِ يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ.
وانظر الفتوى رقم: 125749
والله أعلم.