السؤال
أنا فتاة بي عدد من العلل النفسية والجسدية التي تجعل من الزواج احتمالا بعيدا بالنسبة لي، وهذه مصيبتي، إذْ إنني كلما حاولت البحث عن دوري في الإسلام لعلماء السنة ـ أعزهم الله ـ وجدته كأم، ثم زوجة، والآن أنا طالبة بكلية الطب، ومن كثرة ما أسمعه عن عمل المرأة في الإسلام وما شابه ذلك من الفتاوى، كرهت الكلية والدراسة والعمل وكل شيء تقريبا ولدي بعض الأسئلة التي قد تحدد مسار حياتي، فهل تُثاب المرأة على تعلمها، ثم عملها إذا قدمت نفعا لأمتها، كعملي طبيبة ـ أو جراحة مثلا؟.
ملاحظة: تخصصي: طب النساء والتوليد وطب الأطفال، وهما ممنوعان عندنا لدفعتي، فهل لها أجر العالم إذا تعلمت هذه العلوم وأتقنتها بكل جهدها ثم علمتها ونفعت بها الناس، مع الالتزام بالضوابط الشرعية والاجتهاد في إخلاص النية؟ أم أن فضلي العلم والعمل به قد اقتصرا على الرجال؟ وفرضا أن تخصص النساء أتيح لي فهل فرض علي دخوله دون غيره ولو كنت لغيره أكثر ميلا وبالتالي أكثر إجادة وإتقانا؟ وكله علم ونفع ـ وهل يتعارض ذلك مع أمر الله بالقرار في البيوت؟ علما بأن ذلك يعني فراغا يقودني إلى معاص كثيرة ـ وقد جربت ذلك بالإضافة إلى أنني لا أدري عندها ما هو دوري في الحياة؟ فما أعرفه أن الإنسان ملزم بالعبادة ومعها عمارة الأرض وليس العبادة فقط، وإذا لم أكن مُثابة على عملي كطبيبة تداوي الناس وما إلى ذلك، فماذا علي أن أفعل؟ أأترك الكلية؟ ثم أفعل ماذا بما تبقى مما كتبه الله لي من عمر؟ أنتظر عشرة، عشرين عاما لتحدث معجزة وأتزوج؟ أم أقوم بعدد من النشاطات الخيرية غير الممنهجة؟ أم ماذا؟.
أتمنى منكم الاهتمام بسؤالي المركب وعدم إحالتي إلى آخر، فهو فعلا مصيري للغاية بالنسبة لي.
وجزاكم الله خيرا.