السؤال
أريد الاستفسار عن عدد ركعات صلاة التهجد وهل يجوز أن أدعو الله أثناء السجود في الصلاة المفروضة بخير الدنيا كالزواج مثلا وخير الآخرة وكذلك بعد السلام من الصلاة المفروضة ؟
أنا صليت الاستخارة في الثلث الأخير من الليل هل تعتبر هذه الصلاة من التهجد؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتهجد يطلق على صلاة النافلة بعد النوم خاصة.
قال ابن كثير في تفسيره: ولهذا أمر الله تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد ما كان بعد النوم. انتهى.
وعدد ركعات التهجد محل خلاف بين أهل العلم وتفصيل ذلك جاء في الموسوعة الفقهية كما يلي: اتفق الفقهاء على أن أقلها ركعتان خفيفتان؛ لما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين } .
واختلفوا في أكثرها فقال الحنفية: منتهى ركعاته ثماني ركعات. قال ابن الهمام : الظاهر { أن أقل تهجده صلى الله عليه وسلم كان ركعتين , وأن منتهاه كان ثماني ركعات }. وستأتي الروايات الدالة على ذلك . وقال المالكية : أكثره عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة، فقد روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة } وروي أنه كان يصلي فيه اثنتي عشرة ركعة ثم يوتر بواحدة .
وقال الشافعية : لا حصر لعدد ركعاته وهو ما يؤخذ من عبارات فقهاء الحنابلة . لخبر: { الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر }.انتهى.
والدعاء في السجود مشروع ويعتبر من مظان استجابة الدعاء فينبغي الحرص على الدعاء فيه بما شئت من أمور الآخرة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 41771.
أما الدعاء بالملذات الدنيوية كالزواج مثلا فهو مبطل للصلاة عند الحنفية والحنابلة خلافا للشافعية والمالكية وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 69417.
وبخصوص الدعاء بعد الصلاة المفروضة فهو مشروع أيضا ولك أن تدعي بما شئت من خيري الدنيا والآخرة وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 13351.
والتهجد يبدأ وقته من ثلث الليل الأخير وبالتالي فإذا صليت الاستخارة حينئذ فإنها تعتبر جزءا منه، ويمكن أن تقوم مقامها ركعتان من التهجد ثم تدعو بدعاء الاستخارة بعدهما، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 29631.
والله أعلم.