السؤال
زوجتى عنيدة، ولا تستمع لكلامى بسهولة، ودائما تعارضني وهي مشكلة واحدة، ألا وهي أنها تريد أن تفعل كما رأت أمها تفعله، وهو أن تخرج دائما يوما عند جارتها ويوما عند خالها، ويوما عند خالتها، وآخر مرة هي أن تذهب لحضور فرح ابن خالها، ولكني طلبت منها أن تحضر يوم الدخلة ولا تذهب يوم الحنة، لأن يوم الحنة يكون فيه وليمة وزوجتى ذاهبة لتقوم بضيافة المدعوين، مع العلم أن لدينا ولدا وبنتا عمرهما سنتان، ويحتاجان للرعاية، فلمن تترك هؤلاء الأطفال؟ ووضحت لها هذا الأمر لكنها ذهبت وضربت بكلامي عرض الحائط، مع العلم أن لي ثلاث سنوات متزوج، لم أرى فيها يوم جيدا، كما أنهم كتموا عني أحلى فرحة في حياتي وهي أنها حامل في توأم، ومع ذلك تحملت لأربى أولادي ولا يكونون بين أب وأم منفصلين، ولما كلمت والدتها بخصوص خروجها بدون إذني ردت علي وقالت ماذا فيها لما تخرج وتروح لأخوالها، وقوت زوجتي علي، وقالت لي اتركها تدخل وتخرج براحتها، وحدثت مشاكل كثيرة بسبب خروجها المتكرر، يوم في فرح ويوم أخوالي يريدوني، ويوم عند خالتي، ومشاكل كثيرة. ماذا أفعل بالله عليكم مع هذه الزوجة غير المطيعة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت زوجتك على ما ذكرت من العناد وكثرة الخروج من بيتك بدون إذنك لزيارة أقاربها، وقد يترتب على ذلك إهمال تربية أولادها فهي آثمة، وتعتبر على خطر عظيم إن لم يمن الله تعالى عليها بالتوبة الصادقة والرجوع عما هي عليه، فالزوج له حقوق كثيرة على زوجته، ومن ذلك عدم الخروج من بيته إلا بإذنه. قال الحافظ ابن حجر عند شرح حديث البخاري: "إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن" : قال النووي: "استدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن". انتهى .
وخروجها بدون إذنك نشوز كما تقدم في الفتوى رقم : 124042. ومع ذلك فينبغي علاج أمرها بحكمة لئلا يتفاقم ويصل إلى مستوى لا يعود معه الاستقرار ممكنا. فراعي نفسيتها وشعورها، وحاول توجيهها برفق ولين. ولك أيضا معاملتها معاملة الناشز وتفصيل ذلك على النحو التالي :
تعظها وتخوفها من سخط الله تعالى وعقوبته، وتذكرها بحقوق الزوج ووجوب طاعته، فإن لم يفد ذلك هجرتها في المضجع بحيث توليها ظهرك في الفراش، فإن لم ينفع ذلك فلك ضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، إن كان الضرب سيفيد، فإن لم يفد ذلك جعلت بعض أهل الخير والفضل وسطاء بينكما للإصلاح . وينبغي أن تعلم أيها الأخ الكريم أن المرأة قد يجد منها الزوج بعض ما يكره من الأخلاق لكن يجد منها ما يحبه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لايفرك مؤمن مؤمنة -أي لا يبغض - إن كره منها خلقا رضي منها آخر ). رواه مسلم .
والله أعلم.