السؤال
أنا متزوج منذ خمس سنوات والحمدلله، وكانت الحياة العائلية مستقرة ومبنية على المحبة بما يرضي الله. ومنذ حوالي سنتين ونصف ونحن نعاني من النكد والمشاكل اليومية على أتفه الأسباب، وتصدر من زوجتي تصرفات هستيرية لا يتصرفها عاقل، تنتهي بطلب الطلاق من طرفها، ولم نر نوعاً من الراحة وهذا طبعا أثر على الأطفال، وسبحان تقدير الله الذي لم يشأ حدوثه في كل مرة. منذ فترة بسيطة كنا منفصلين بطلبها الطلاق أيضاً، ومن شدة الضيق وتعب الصبر قمت بعمل رقية شرعية على التسجيل صدفة وشعرت بحرارة وبرودة في الجسم، ومن ثم ذهبت إلى مشايخ الرقية المعتمدين في بلدنا واكتشفنا موضوع السحر والحمدلله على كل حال. ولقد تبين أنه موجود على الاثنين وبقوة أكثر على زوجتي، حيث إننا وجدنا أنني كنت أعاني أيضاً من سحر محبة قد تم عمله من أخت زوجتي لي، ومن الله علي بالرؤيا على كثرة الدعاء ومن ثم بالشفاء ولله الحمد. وكما استنتجنا أنا والمشايخ أن أخوات زوجتي يتعاملون مع ساحرة بالهاتف وأحيانا بالمقابلة، وأكد لدي الرقاة مع كل المعطيات أن الأم تتعامل أيضاً بسحر الطاعة وزوجتي مريضة بهذا الشيء ويصعب علي مصارحتها وقطع صلة الرحم من جهة، وأن كل هذا الشيء يعتبر بعلم الغيب ورأي المشايخ بالطلاق كأفضل حل، والحيرة باتخاذ القرار تمنعني حيث إنني أب لأطفال ولا أريد أن أدمر مستقبلهم وزوجتي تعتبر مريضة ومغلوب على أمرها. أفيدوني بالله عليكم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ننصحك بتطليق زوجتك بل ننصحك بإمساكها والإحسان إليها والصبر على ما يصدر منها، خصوصا بعد علمك بأن هذه الأمور غالبا ما تكون تحت تأثير السحر.
ثم نوصيك بالمحافظة على طاعة الله وتقواه والمداومة على الرقية الشرعية المبينة في الفتاوى التالية: 22104, 4310, 2244, 80694.
ويمكنك أيضا مراجعة أهل العلم والدين المتخصصين في الرقية الشرعية – دون غيرهم من السحرة والمشعوذين - فإن فعلت هذا فلن يضرك إن شاء الله شيء.
أما عن أهل زوجتك فعليك بالتثبت أولا قبل اتهامهم بهذه التهمة فإن عرض المسلم محرم لا يجوز الوقوع فيه إلا ببينة ظاهرة, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال وليس بخارج. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني. وردغة الخبال هي عصارة أهل النار.
لكن إن ثبت لك بيقين أو بظن غالب أنهم يسببون لك ولزوجتك الأذى ويلحقون بكما الضرر فلك أن تأخذ من الأسباب ما تتقي به شرهم ولو وصل الأمر إلى منع زوجتك من زيارتهم ومنعهم من زيارتكم.
جاء في الإنصاف للمرداوي: فوائد: الأولى: لا يملك الزوج منع أبويها من زيارتها على الصحيح من المذهب قال في الفروع والرعايتين: ولا يملك منعهما من زيارتها في الأصح، وجزم به في الحاوي الصغير. قلت: الصواب في ذلك إن عرف بقرائن الحال أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر فله المنع وإلا فلا. انتهى.
وقال ابن عبد البر رحمه الله: أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث لمن كانت مكالمته تجلب نقصا على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه، فرب هجر جميل خير من مخالطة مؤذية. انتهى.
ولتفادي قطيعة الرحم يمكن لزوجتك أن تتواصل معهم بالاتصال بالهاتف ونحوه.
والله أعلم.