السؤال
قبل أن أطرح سؤالي أرجو من فضيلتكم سعة الصدر : إذا تزوج رجل على زوجته وهو يعدل في النفقة والمبيت، ولكن الزوجة الأولى متضررة ومنهارة نفسيا ـ ليس لمجرد زواجه عليها فهي لا تعترض على أحكام الله وتعرف أن الزواج بأكثر من امرأة مباح شرعا لما فيه من الفوائد سواء للرجال أو للنساء، ولكنها متضررة ـ لأن زوجها وإن كان يعدل في النفقة والمبيت، إلا أن العلاقة بينهم أصبحت فاترة لأنه يكتفي في المشاعر من زوجته الثانية، والزوجة الأولى منهارة نفسيا، لأنها لم تعد تحس بإقبال عليها كما كانت تحس من قبل وهى حساسة جدا، فبالنسبة لها ليس كل شيء النفقة والمبيت، فمن حقها ـ أيضا ـ أن تشعر بالسعادة مع زوجها ـ السعادة المعنوية والإشباع النفسي في المشاعر وليس كل شيء حق الفراش ـ هو يعطيها حقها، ولكن كأنه يقول لها: سأتقبلك على مضض، لخوفي من عذاب النارـ وهذا الشعور يؤذيها، فهل لها الحق أن تطلب الطلاق أو حتى الخلع؟ أم إذا فعلت ذلك تكون آثمة، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة طلبت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة؟.
فهل هذا الشعور الذي تحسه ليس من البأس؟ وهل لا قيمة لنفسية المرأة وما تشعر به طالما الزوج يعدل في النفقة والمبيت؟ فقد راعى الرسول صلى الله عليه وسلم نفسية المرأة التي كانت تريد أن تنفصل عن زوجها ليس لعيب في خلقه، ولكن، لأنها غير متقبله لشكله، ففي هذه الحالة ـ أيضا ـ الزوجة لا تشتكي أنه لا يبيت عندها أو لا ينفق عليها أو لا يعطيها حقها في الفراش، ولكنها تشتكي غياب المشاعر والحب، ولا شك أن هذه الأشياء عند المرأة أحيانا تكون أهم من الأشياء المادية الملموسة، فالأشياء المحسوسة عندها أهم، فهي منهارة نفسيا وتشعر بإهانة في كرامتها وأنوثتها، فهل إذا كانت نفسية المرأة غير مرتاحة يحل لها طلب الطلاق أو حتى الخلع؟ أم أنها في هذه الحالة تدخل في الوعيد الذي تكلم عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق أو في حديث: المختلعات هن المنافقات؟.
آسفة على الإطالة وجزاكم الله كل خير.