الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحدث المرأة مع أجنبي للتأكد من عزمه على خطبتها

السؤال

تقدم لي ابن عمي قبل أشهر قليلة، ولكن لم يُصرح لي والدي باسمه فقط أخبرني بمعلومات عنه مما أوضح لي من هو، ولكن حين أخبرني رفضت، لأنني كنت حائرة ولم أدقق في السؤال عن التفاصيل وبعدها تبين لي أنه ابن عمي بالفعل وأنا موافقة على الزواج منه بعد الاستخارة ـ بفضل الله ـ الكلّ من حولي يتكلمون في رغبته في الزواج مني ولكن بألغاز وبحذر وكأن الموضوع يخص الجميع إلّا أنا والله المستعان، وسؤالي هو: هل لي أن أُكلم ابن عمي في الموضوع بحدود، فقط لأتأكد من كلام النّاس من حولي، مع العلم أنه صاحب خُلق ـ أحسبه والله حسيبه، ولا أزكيه على الله ـ لذلك لست خائفة من محادثته في الموضوع لأتأكد من صحة الخبروليس لأُسهب في التفاصيل معه ولا لأتكلم معه، فقط أريد التأكد منه ـ هو ـ لأنني أثق به ولأنني أعلم أنه لن يأتي بسيرتي أمام أحد وذلك عن تجربة ويقين، وذلك لأنه قبل 4 سنوات خاطبني ليسألني إن كنت أوافق عليه زوجاً فأخبرته أن لّا يكلمني وإن أرادني فليتقدم لوالدي وبعدها حدثت مشاكل مما عطلت الموضوع طيلة هذه الفترة وهو حينها مع طول هذه المدة لم يُسيء إليّ أبداً، ولا أستطيع محادثة إحدى نساء العائلة بالموضوع خوفاً من أن يتكلمنّ عني، فهل شرعاً يجوز هذا؟ والله يعلم أنني لا أريد معصيته ـ لذلك أرسلت أسألكم والله يعلم أنني لا أريد أن أخوض معه في كلام طويل وأفتح عليّ باباً للشيطان، ولكن الحيرة أتعبتني كثيراً ولا أريد أن أنشغل عن ربي بهذا الموضوع ولا أريد أن أعيش وهماً لن يدفع ثمنه إلّا أنا، أمّا والدي فلا أريد مخاطبته في الموضوع خوفاً من أن لا يتقبل منّي ويبدأ بسؤالي: من أين سمعت أنه هو؟ ومن أخبرك؟ وما إلى ذلك، وأنا أريد التأكد من صحة الخبر ولا أريد الخوض فيه، ووالدتي لا أريدها أن تسأل والدي حتى لا يبدأ بطرح الأسئلة فأعود إلى نقطة الصفر من جديد. فأفيدوني أفادكم الله، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا نرى أن هناك داعياً لمثل هذه المحادثة مع ابن عمك فما دمت قد غلب على ظنك أنه هو الخاطب الذي ذكره لك أبوك فيمكنك أن تتأكدي من ذلك بيسر وسهولة، وذلك بأن تطلبي من أبيك أن يسمح لهذا الخاطب أن يأتي لزيارتكم حتى تبدي رأيك فيه، إما بالقبول أوالرفض وعندها ستتأكدين ما إذا كان هذا الخاطب هو ابن عمك أو غيره، مع التنبيه على أنه إن كان ابن عمك هذا صاحب خلق ودين وكنت على استعداد للزواج منه فيجوز لك أن تحدثيه وتطلبي منه أن يتقدم لخطبتك، لأنه لا مانع شرعاً من عرض المرأة نفسها للزواج، بشرط أن يكون الحديث منضبطاً بالضوابط الشرعية فلا تكون هناك خلوة ولا خضوع في القول ولا غير ذلك من المحظورات وأن يقتصر الحديث على قدرالحاجة، ولك أن تشترطي عليه أن يكتم عنك هذا الأمر فلا يحدث به أحداً حتى لا يوقعك في حرج، وحينئذ يصير ملزماً بالكتمان، لأن المسلمين على شروطهم، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 9990.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني