السؤال
أنا طالبة تونسية بشعبة الفرنسية، شعرت بالندم إثر اختياري لهذه الشعبة، لعدة أسباب منها: الركوب في حافلة مكتظة فيها اختلاط، واحتكاك كثير بين الجنسين وهذه ظاهرة طبيعية في محيطي, ودراسة شعبة الفرنسية التي تضطر طلابها إلى الحديث المتكرر عن مواضيع محرجة وبطريقة تخدش الحياء، وتضر بالفكر ذلك أيضا في وسط يغلب عليه عدم الالتزام، بل التحرر والمنكر، إضافة إلى أن النظام الدراسي يفرض على الطالب تقديم صور شمسية يظهر فيها الشعر والأذنان، اقترحت بشدة على أبي تركي للدراسة فغضب وتوعد.
هل أطلب من والدي أن يقلني بدل الحافلة؟ هل يحل لي ترك دراستي رغم معارضة والدي؟ أرى نفسي هالكة إن استمرت حياتي على هذا المنوال.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أمكنك أن تكملي دراستك مع تجنبك الوقوع في المخالفات الشرعية بأن تعرضي على والدك أن يوفر لك وسيلة مواصلات مناسبة كما لو اصطحبك هو في سيارته أو استأجر لك سيارة تقودها امرأة، وأن تمتنعي عن حضور المحاضرات التي يكون الحديث فيها محرما، أو متضمنا لما يخدش الحياء مما ينافي الذوق والأدب, وأن تلتزمي أثناء الحضور بالآداب الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 5310. وأن تقنعي إدارة الكلية بالحصول على صورة لك بالحجاب الذي لا يظهر فيها إلا الوجه والكفان.
إن أمكنك ذلك، وشعرت أن الفتن قد اندفعت عنك بهذه الاحتياطات فلا حرج عليك في إكمال الدراسة بل إكمالها حينئذ هو الأفضل لما فيه من طاعة الوالد.
أما إذا لم يمكنك تجنب هذه المنكرات، أو أمكنك أخذ هذه الاحتياطات ومع ذلك لم تأمني على نفسك الفتنة لغلبة الشر وعموم الفساد, فعند ذلك يجب عليك أن تتركي هذه الدراسة ولو أدى هذا إلى إغضاب الوالد إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 2523, 31277.
والله أعلم.