السؤال
أنا أسكن في إيطاليا، لدي دبلوم ممرضة، لكن زوجي يرفض أن أشتغل, فقررت أن أشغل نفسي بأمر ما بحكم أن ليس لي أطفال بعد ادعوا لي بالذرية الصالحة ولدي الكثير من وقت الفراغ, فاقترحت علي شقيقة زوجي أن أقوم بتحضير دروس دينية, لفائدة المراهقات والفتيات المسلمات اللواتي يعشن هنا, واللواتي لديهن فهم خاطئ عن الإسلام رغم أنهن مسلمات,كاعتقادهن بعدم فرضية الحجاب, وإهمالهن للصلاة وغير ذلك من الأمور, فوافقت. فبدأت أول لقاء بموضوع الحجاب, وكنا نقيم اللقاء بالمسجد,و كانت أخت زوجي تقوم بالترجمة لأنهن لا يفهمن العربية جيدا, فكانت صدمتي الأولى أنهن أتين الى المسجد متبرجات دون حجاب, والصدمة الثانية أنه عندما أقرأ آية أو حديثا للرسول صلى الله عليه و سلم, يناقشنني ويقلن لم نقتنع ويسألن أسئلة غريبة خارجة عن الموضوع كلماذا الختان, و ما الضرر لو صاحبت ايطاليا. الحقيقة صدمت من مستواهن, لكن لم أيأس واخترت موضوع الإسلام والأدلة على أنه دين الحق, لأنني أدركت من التجربة الأولى أنهن لسن مقتنعات بالإسلام أصلا إنما ورثوه عن آبائهن, فصدمت مرة أخرى بأن إحداهن تقول إننا في عام 2009 و يجب أن يتطور الإسلام ليساير العصر, ثم قالت أخرى هذا الدين تخلف أنا أنتظر فقط أن أبلغ 18 لكي أغيره و أصبح مسيحية, المهم سألت شقيقة زوجي وبعض الفتيات اللواتي كلفن بمسابقات و الأنشطة الأخرى التي نقوم بها في اللقاء, إن كنت أنا التي لم أشرح جيدا أو أن أسلوبي كان خاطئا, فقلن لي بالعكس كلامك واضح وأسلوبك جيد و ليس مملا، بحكم إنني أستعمل الفكاهة في بعض الأحيان, حاليا قررت التوقف عن الأمر؛ لكن زوجي يقول بأن هذا ما يريده الشيطان منك, و صراحة أتألم كثيرا لما آل إليه المسلمون هنا خصوصا الفتيات ما رأيكم في الموضوع.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الانحراف الفكري والسلوكي الذي ابتلي به أبناء المسلمين هو الثمرة المرة لضعف التربية الإسلامية، وغياب دور العلماء في المجتمع، وضعف تأثير المسجد، فضلاً عن كيد أعداء الإسلام ومكرهم بالليل والنهار لإفساد هذا الجيل من أبناء المسلمين. ويزداد الأمر سوءًا إذا كان المسلمون يعيشون بعيدًا عن ديار المسلمين.
كل هذا يجعل المسؤولية الملقاة على كاهل المصلحين كبيرة وثقيلة، ويتطلب ذلك منهم أن يبذلوا كل جهدهم ويستفرغوا كامل وسعهم وطاقتهم في إرشاد الناس ونصحهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر؛ ليستأنف الناس الحياة الإسلامية من جديد وفق المنهج الرباني. هذا، ولقد أحسن زوجك كل الإحسان عندما نهاك عن اليأس وترك دعوة النساء إلى الله، وانظري حكم الدعوة إلى الله وفضلها في الفتويين: 29987 ، 16759 . ثم اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أشياء، منها: العلم واليقين والرفق والصبر والأمل وغير ذلك، وانظري الفتوى رقم: 45713 ، كما أن الدعوة تتطلب الاعتناء بالأولويات والبدء بالأهم قبل المهم؛ كالبدء بتصحيح العقيدة وترك المحرمات وفعل الواجبات المتحتمات، وانظري الفتوى رقم: 12803 .
كما ننصحك بالبحث في الفتاوى الموجودة على موقعنا (الشبكة الإسلامية) للإجابة عما يرد إليك من إشكالات النساء، والتي أشرت في سؤالك إلى بعضها، مثل: حكم خفاض الإناث، وستجدينه في الفتوى رقم: 4487، وحكم الارتداد عن دين الإسلام أو الاعتقاد بجواز عدم التدين بالإسلام، ودلك في الفتويين: 40113، 2453 ، وانظري الأدلة على أن دين الإسلام هو الدين الحق في الفتوى رقم: 54711. وانظري شروط جواز إقامة المسلم في ديار الكفار في الفتوى رقم: 51334 وأخيرًا نسأل الله أن يمن عليك بالاستقامة والصبر، وأن يشرفك بالعمل في خدمة هذا الدين، وأن يرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك.
والله أعلم.