الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الانحراف الفكري والسلوكي الذي ابتلي به أبناء المسلمين هو الثمرة المرة لضعف التربية الإسلامية، وغياب دور العلماء في المجتمع، وضعف تأثير المسجد، فضلاً عن كيد أعداء الإسلام ومكرهم بالليل والنهار لإفساد هذا الجيل من أبناء المسلمين. ويزداد الأمر سوءًا إذا كان المسلمون يعيشون بعيدًا عن ديار المسلمين.
كل هذا يجعل المسؤولية الملقاة على كاهل المصلحين كبيرة وثقيلة، ويتطلب ذلك منهم أن يبذلوا كل جهدهم ويستفرغوا كامل وسعهم وطاقتهم في إرشاد الناس ونصحهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر؛ ليستأنف الناس الحياة الإسلامية من جديد وفق المنهج الرباني. هذا، ولقد أحسن زوجك كل الإحسان عندما نهاك عن اليأس وترك دعوة النساء إلى الله، وانظري حكم الدعوة إلى الله وفضلها في الفتويين: 29987 ، 16759 . ثم اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن الدعوة إلى الله تعالى تتطلب أشياء، منها: العلم واليقين والرفق والصبر والأمل وغير ذلك، وانظري الفتوى رقم: 45713 ، كما أن الدعوة تتطلب الاعتناء بالأولويات والبدء بالأهم قبل المهم؛ كالبدء بتصحيح العقيدة وترك المحرمات وفعل الواجبات المتحتمات، وانظري الفتوى رقم: 12803 .
كما ننصحك بالبحث في الفتاوى الموجودة على موقعنا (الشبكة الإسلامية) للإجابة عما يرد إليك من إشكالات النساء، والتي أشرت في سؤالك إلى بعضها، مثل: حكم خفاض الإناث، وستجدينه في الفتوى رقم: 4487، وحكم الارتداد عن دين الإسلام أو الاعتقاد بجواز عدم التدين بالإسلام، ودلك في الفتويين: 40113، 2453 ، وانظري الأدلة على أن دين الإسلام هو الدين الحق في الفتوى رقم: 54711. وانظري شروط جواز إقامة المسلم في ديار الكفار في الفتوى رقم: 51334 وأخيرًا نسأل الله أن يمن عليك بالاستقامة والصبر، وأن يشرفك بالعمل في خدمة هذا الدين، وأن يرزقك الذرية الصالحة التي تقر بها عينك.
والله أعلم.