السؤال
أنا متزوج منذ مدة ولي طفلان . قضيت هذه الفترة بالإحباط والألم والحزن والسبب أني مصاب بالعجز الجنسي تماما .حاولت خلال الفترة بالطرق الثلاث الطبي والنفسي وما يطلق عليه السحر أو المس .(الطفلان رزقت بهما عن طريق الإخصاب في المختبر ) بعد المعاناة النفسية الشديدة و ضغط الأهل واستفساراتهم . جربت العقار الجديد الفياغرا عدة مرات فلم أفلح حيث يحدث لي انتصاب قليل . أننا نقتصر على المداعبة والتقبيل وغيرها .
1. ماذا أفعل
2. هل أنا آثم تجاه زوجتي علما تقبلت الأمر.
3. أحيانا أثناء المداعبة أتخيل نساء معينات لخلق حالة من النشوة ولمسايرة زوجتي , ما هي درجة الإثم المتربة علي؟
4. هل حالة الشعور بالألم والإحباط والحزن تخرجني عن الصبر . علما أنني أعلم أنه قدر من الله تعالى؟
5. هل أنا آثم بسبب أني كنت قليل الدعاء إلى الله تعالى وأنا نادم وحزين لذلك؟
علما أني من النوع البسيط الهادئ وأعاني من إحباط وعدم ثقة بالنفس منذ فترة نشأتي تقريبا ولكن الإيمان بالله ومحبته والصلاة والمساجد ومتابعة البرامج الإسلامية مكنني من المسايرة معها .
وفي الختام أسأل الله تعالى لكم التوفيق والأجر والثواب لما تقدمونه من خدمات كبيرة للمسلمين .
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
عليك أن تبادر إلى التوبة مما ذكرت أنك قمت به من إتيان السحرة، وواظب على الدعاء فإنه خير وسيلة لبلوغ الغايات، وليس عليك إثم في البقاء مع زوجتك على النحو الذي أنت عليه، وليس الشعور بالألم والحزن مخرجا عن الصبر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي عليك أن تفعله هو الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بحصول الشفاء، فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء بَرَأ بإذن الله تعالى.
وفي سنن الترمذي أن الأعراب قالوا: يا رسول الله: ألا نتداوى؟ قال: نعم ياعباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء -أو قال دواء- إلا دواء واحدا، قالوا: يا رسول الله: وما هو؟ قال: الهرم.
ثم اعلم أنك قد أخطأت بما ذكرت أنك قمت به من الذهاب إلى السحرة، ففي سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. فعليك أن تبادر إلى التوبة من ذلك.
وما ذكرت أنك تتخيله من نساء معينات لخلق حالة من النشوة فإن جمهور أهل العلم قالوا بحرمته، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 15558 فالواجب أن تتجنبه.
ثم إنه لا إثم عليك في البقاء مع زوجتك على النحو الذي أنت عليه، طالما أنها قد رضيت بذلك.
كما أن شعورك بالألم والحزن لما أنت فيه لا يخرجك عن الصبر، طالما أنك لم تتسخط على قضاء الله وقدره. فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم لموت ابنه إبراهيم، وقال صلى الله عليه وسلم كما أخرجه البخاري: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وما ذكرت أنك كنت عليه من قلة الدعاء ليس فيه إثم، ولكنك به قد فوت على نفسك خيرا كثيرا.
ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويبدل حزنك وألمك سعادة وطمأنينة، وعليك أن تثق بنفسك، وتبعد عنك هذه الوساوس. واعلم أن الذي ينبغي أن يطمح إليه المرء، ويحرص عليه أكثر،هو السعادة في الآخرة؛ لأنها هي السعادة الحقيقية.
والله أعلم.