خلاصة الفتوى: عليك أن تبادر إلى التوبة مما ذكرت أنك قمت به من إتيان السحرة، وواظب على الدعاء فإنه خير وسيلة لبلوغ الغايات، وليس عليك إثم في البقاء مع زوجتك على النحو الذي أنت عليه، وليس الشعور بالألم والحزن مخرجا عن الصبر.
فالذي عليك أن تفعله هو الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى بحصول الشفاء، فإن الله تعالى ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء بَرَأ بإذن الله تعالى.
وفي سنن الترمذي أن الأعراب قالوا: يا رسول الله: ألا نتداوى؟ قال: نعم ياعباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء -أو قال دواء- إلا دواء واحدا، قالوا: يا رسول الله: وما هو؟ قال: الهرم.
ثم اعلم أنك قد أخطأت بما ذكرت أنك قمت به من الذهاب إلى السحرة، ففي سنن البيهقي ومسند أبي يعلى عن عبد الله بن مسعود قال: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. فعليك أن تبادر إلى التوبة من ذلك.
وما ذكرت أنك تتخيله من نساء معينات لخلق حالة من النشوة فإن جمهور أهل العلم قالوا بحرمته، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 15558 فالواجب أن تتجنبه.
ثم إنه لا إثم عليك في البقاء مع زوجتك على النحو الذي أنت عليه، طالما أنها قد رضيت بذلك.
كما أن شعورك بالألم والحزن لما أنت فيه لا يخرجك عن الصبر، طالما أنك لم تتسخط على قضاء الله وقدره. فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم لموت ابنه إبراهيم، وقال صلى الله عليه وسلم كما أخرجه البخاري: إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وما ذكرت أنك كنت عليه من قلة الدعاء ليس فيه إثم، ولكنك به قد فوت على نفسك خيرا كثيرا.
ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويبدل حزنك وألمك سعادة وطمأنينة، وعليك أن تثق بنفسك، وتبعد عنك هذه الوساوس. واعلم أن الذي ينبغي أن يطمح إليه المرء، ويحرص عليه أكثر،هو السعادة في الآخرة؛ لأنها هي السعادة الحقيقية.
والله أعلم.