السؤال
حملت زوجتي بعد ثلاثة شهور من إنجاب زوجتي مولودا بكرا وشعرنا بالاستياء لصغر الطفلة وأيضا (لكلام الناس) ولم نقف من الممارسة الجنسية في تلك الفترة وفي لحظة شيطانية راودتني فكرة تنزيل الجنين ولكن استغفرت الله ولكن بعد فترة من الوقت تقريبا شهر أو اثنين نزل الجنين من دون سبب وبعد سنة وشهرين او ثلاثة حملت مرة أخرى ولكن نزل الجنين مرة اخرى وحتى الآن خمسة أو ستة شهور لم تحمل وذهبنا وتم الفحص لكلينا وكل شيء سليم،، أشعر بالذنب لغضبي عندما حملت بعد ثلاثة شهور من الجنين الأول أريد التأكد هل هو عقاب من رب العالمين ومع العلم بأنني استغفرت وندمت وتبت كثيرا ولكن أعود وأقول بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى. أفتوني في تفكيري هذا؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الإجهاض حرام لكن الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه قد تجاوز لأمة محمد صلى الله عليه وسلم عما حدثت به أنفسها؛ كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل به. رواه النسائي والترمذي.
وعلى فرض حصول العزم عليه فإن التوبة تمحو ذلك، وقد ندمتما وتبتما إليه سبحانه وهو كريم يقبل توبة عباده.
وعدم حمل زوجتك قد يكون طبيعيا فكم من زوجين لم يقدر لهما حمل سنة أو سنتين أو أكثر ثم جاء الحمل بعد ذلك.
فما دمتم قد تبتما إلى الله فانتظرا منه الفرج وتيسير الأمر، وأكثرا من الاستغفار، فقد قال سبحانه في قصة نوح مع قومه: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا. {نوح:11، 13}
هذا، وننبهكما إلى أن إنجاب الولد من نعم الله تعالى فيجب شكره عليها، ومن تمام الشكر الاستبشار بها والثناء على الله بها، ومن لم يشكر الله على نعمه فقد عرضها للزوال، وعرض نفسه للانتقام.
وللمزيد راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22623، 29470، 5920.
والله أعلم.