السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة أبلغ من العمر (39) عاماً، وليس لدي أطفال بناء على رغبة زوجي؛ لأنني الزوجة الثانية وهو يكبرني بـ (16) عاماً، وهذا يرجع لأسباب عنده مما يشعرني بالإحباط والشعور بالوحدة القاتلة؛ لأنني بداخلي حب وحنان تجاه الأطفال، ودائماً يغمرني هذا الشعور منذ أن كنت طفلة، وكم حلمت أن أكون أماً لأطفال يحبون الله ويعبدونه، ولكن كان حلماً وراح وقد عوضني الله بأبناء أخواتي فجعلوني أماً لهم وأباً، خاصة بعد وفاة والدهم، فكنت لهم مثل الشمعة التي تحترق لتنير طريقهم، ولكنني منذ أن جئت إلى هذه الدولة وكأن كل الذي بيني وبينهم هو صلة القرابة التي مدونة على الأوراق، حتى إخوتي الذين يكبرونني هم أيضاً تناسوا أن لهم أختاً تحبهم من كل قلبها وتتمنى أن تعيش معهم تشاركهم حياتهم كما كان في السابق، دائماً أستعطفهم بكل غال وبصلة الرحم التي تربط بيني وبينهم فتأخذهم نشوة الحديث ولكن بمجرد الانتهاء من المحادثة يعود كل شيء على عهده، وأصاب بخيبة الأمل، فأنا في كل مرة أتحمل لأجل خاطر والدتي بارك الله لنا فيها حتى لا تغضب، فهي دائماً تقول لي: أنت قلبك كبير وسامحي واصبري. وهي ليس بيدها أي حيلة، مع أن جميع إخوتي متعلمون ويشغلون مراكز مرموقة، ولكنهم يقولون: نحن لا نعرف نكتب خطاباً، فكل هذه الأمور تقهرني، فكيف أعيش وأنا أعلم أنني ممكن أكون أماً ومحرومة من نعمة الأمومة؟ وكيف أحيا وأنا التي بجانب أخوتي وأولادهم وهم الآن يتناسونني؟ فكيف يقدر أن يعيش الإنسان لنفسه بدون أن يفكر في الآخرين؟ وكيف يكون طعم السعادة في دنيا بدون ناس وأطفال مثل الملائكة؟ أرجو أن تساعدوني لأتخطى هذا الشعور القاتل.