استُئصِلت المرارة قبل شهرين، وقد عانيت بعدها من إسهال وفقدان شهية وغثيان، وقد سمعت أنه تناذر بعد استئصال المرارة، فهل التناذر مزمن أم مؤقت؟ وهل الإسهال مزمن أم مؤقت؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن استمرار الألم بعد استئصال المرارة عادة ما يكون سببه هذه الآلام -تناذر ما بعد استئصال المرارة Postcholecystectomy syndrome- فالمرارة تخزن السائل المراري فيها ثم تخرجه عند اللزوم، وفي حال استئصال المرارة فإن السائل المراري Bile يستمر بالنزول إلى الاثني عشر، وقد يسبب ما يلي:

- التهاب في الاثني عشر، والتهاب في المعدة، وأحياناً التهاب في المريء.
- قد تسبب ميوعة في البراز وآلاماً في البطن.

وهذا التناذر يحصل في (10-15%) من المرضى الذين تستأصل المرارة عندهم، ومعظم المرضى يشكون من آلام تقلصية في البطن، وأحياناً الإسهال كما هو الحال والانتفاخ؛ مما يسبب ألماً في البطن والشعور بالانتفاخ.

وعادة ما يلجأ الطبيب المعالج لإجراء منظار للمعدة للتأكد من عدم وجود التهاب في المعدة والمريء نتيجة استئصال المرارة، وفي بعض هذه الحالات وإن لم يوجد التهاب في المعدة فإن بعض الحالات قد تستجيب للعلاج بـ(Ursodeoxycholic acid).

ومن المهم جداً التأكد من أن الأعراض ليست أعراض أمراض أخرى، فمثلاً القولون العصبي يعطي نفس الأعراض تقريباً؛ ولذا يجب أن يعالج بالأدوية المضادة للتقلصات مثل الدسباتالين أو انتيسباسمولين.

وبالنسبة للإسهال فيكون السبب في تناذر ما بعد استئصال المرارة هو السائل المراري الذي ينصب باستمرار في الأمعاء؛ ولذا تعالج هذه الحال بدواء الكولستيرامين، وفي حال وجود التهاب في المعدة والمريء فيعالج بالأدوية المضادة للحموضة مثل: (Losec ، Pariet ، Nexium).

وأما بالنسة لسؤالك حول أن يكون مؤقتاً أو مزمناً فإنه دائماً وجود هذه الأعرض يتطلب البحث إن كان من سبب آخر أو بسبب استمرار مرور السائل المراري، فإن كان السبب هو بسبب استمرار مرور السائل المراري فإن الأمر يصبح مزمناً.

وفي بعض الحالات يوصف للمريض دواء لتخفيض تصنيع الكولستيرول مثل: (Zocor ، Lipitor) أو أدوية أخرى؛ لأن الكولستيرول مادة دهنية، ووجودها في السائل المراري له علاقة مع بعض الأعراض.

وبالله التوفيق.