السؤال
أنا هاني من اليمن رحلت إلى أمريكا، وأبي -وللأسف- يعمل في محل يوجد فيه بيرة وخنزير، وأحياناً أعمل معه وأضطر إلى أن أبيع بيرة فأقرطسها وأستلم الحساب، وأنا الآن أدرس وأعمل أحياناً؟
أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر.
أنا هاني من اليمن رحلت إلى أمريكا، وأبي -وللأسف- يعمل في محل يوجد فيه بيرة وخنزير، وأحياناً أعمل معه وأضطر إلى أن أبيع بيرة فأقرطسها وأستلم الحساب، وأنا الآن أدرس وأعمل أحياناً؟
أرجو إفادتي ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل المبارك/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله -جل جلاله- أن يكثر من أمثالك في المسلمين، وأن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، ويسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً بك بين أهلك وإخوانك.
ولدي هاني: كم أنا سعيد حقاً بك وبرسالتك، وإني لأحمد الله أن أكرمك بهذه النعمة وهي نعمة الحرص على تحري الحلال من الحرام؛ لأن هذه القضية من أخطر القضايا التي تؤثر في قبول الأعمال، ومع الأسف نجد أن كثيراً من المسلمين لا يهتمون بها رغم خطورتها، حيث قال رسول الله -صلى الله وسلم-: (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا)، [المؤمنون:51] وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)، [البقرة:172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك). فهذا الحديث نص في أن الأكل أو الشرب من الحرام يجعل جميع الأعمال غير مقبولة، والدعاء كذلك لا يستجاب له.
لذا أنصحك قدر الاستطاعة بالابتعاد عن عمل والدك، ما دام لا يبيع إلا هذه الأشياء المحرمة، فاجتهد ألا تذهب للمحل حتى لا تضطر أن تساهم في البيع أو غيره، ويجب عليك نصح -بطريقة مناسبة- والدك بترك هذه الأشياء المحرمة، وبيع الأشياء الحلال وهي كثيرةٌ، أو تستعين ببعض الدعاة المخلصين عندكم على أن ينصح والدك ولو بعيداً عنك حتى لا يجرحه، فإذا لم يستجب فحاول أن تتهرب منه بأي وسيلة حتى لا تشاركه في بيع هذه الأشياء المحرمة، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد، والثبات على الحق.