السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعمل مدرساً وزوجتي كذلك، وأعمارنا على التوالي:42 و32 سنة، ولنا طفلان الأصغر 4 سنوات، وهو كثير الالتصاق بأمه ويفرح كثيراً بأيام العطل لتجنب الذهاب لروضة الأطفال، وكثيراً ما يفضل البقاء في المنزل على أن نخرج للنزهة سويا، وعند الذهاب إلى الروضة فإنه لا يكف عن تذكيرنا وتحديد الوقت الذي يتعين علينا أن نحضره، لدرجة أنه يبكي أحياناً ويحتج لمدرساته أننا تأخرنا عنه ولو - 4 دقائق مثلاً -، وأحياناً يوقظ أمه ليلاً - الثانية ليلاً مثلاً- ليذكرها بموعد الروضة وخاصة يوم السبت الذي يضطر فيه أن يمكث وحده في المنزل لمدة ساعتين.
وهو يرفض أن يمكث عند بعض المعارف خلال هاتين الساعتين، وعندما آتي به من الروضة فإنه لا يسأل إلا عن أمه وهل هي بالمنزل؟ فيفرح وإلا فيمتعض، ولما حاولنا أن نعوِّده النوم في فراشه بجانب إخوته - له أخت هي ابنتي من زوجة أخرى وعمرها 13سنة - لأنه اعتاد النوم بجانب أمه فإنه يستيقظ ليلاً ليعاود النوم قربها، وتكون زوجتي متعبة جراء عملها خارج المنزل فتحاول النوم مساء أو باكرا عن العادة لكن ابني لا يريد حتى يناما في وقت واحد، وعندما نطلب منه الذهاب لسريره فإنه يلح أن تنام أمه بقربه.
وعلاقته بأساتذته طيبة جداً ويحبونه، ويُعرض أحياناً عن السبورة إن لم يجلس قرب أصدقائه المفضلين، وهو ذكي وحيي - من كثرة حيائه لا يحيي الضيوف وخاصة النساء -، كما تعاني معه أمه عندما تطلب منه إنجاز أي نشاط مدرسي، فتلجأ معه للتعنيف أحياناً أو الضرب فهو ينهكها، وأما أنا فلا أحاول معه كثيراً لكي أبقى قريباً منه بعض الشيء، خاصة وأنه لصيق بأمه.
ومؤخرا نجحت في تدريسه الفرنسية بسهولة مقابل كل إنجاز تعليمي أسمح له بربع أو نصف ساعة لعب على النت، ولا يحب الأكل الذي تعده أمه ما عدا الخضرة المسلوقة والأرز على شكل سلطة ومن الفواكه الموز والتفاح، وإلا فخبز وزيت وشاي صباحاً وغداء وعشاء، ولا يمل من ذلك.
وقد اتفقت مع أمه أن تسافر مع ابننا الثاني - عمره 6 سنوات ونصف - وهو طفل ناضج بالنسبة لسنة وهما متحابان ومتشاكسان ومتلازمان، وهو فضل البقاء معي هذه المرة عوض السفر مع أمه لمنزل جده، لأني أغريته بأن نسافر لمدينة مشهورة بنوادي ألعاب الأطفال، وأحسست أن قبوله البقاء معي نابع كذلك من كونه لا يرغب في مغادرة المنزل، فأمه تشتكي من كثرة ملازمته لها بشكل يعيقها خاصة مع ظروف عملها.
وشكراً.