الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي أصبح عصبياً ويرى كوابيس مؤذية!

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة متزوجة منذ ست سنوات، لدي طفلان، وزوجي عصبي منذ بداية زواجنا، لكن ضمن المعقول، وفي الفترة الأخيرة تغير زوجي وأصبح عصبياً أكثر من السابق، وأصبح دائم الصداع، ويشعر بآلام في المعدة، عدا عن ذلك أصبح يرى كوابيس كلها عني بصورة سيئة، ويراني في مواضع غير أخلاقية، ويرى أنه يضربني ويريد أن يقتلني!

أنا ملتزمة بقراءة سورة البقرة والأذكار، ولكن هو لا يقرأ، وإذا قرأ فقراءته للقرآن قليلة جداً، أو بالأحرى نادرة، وأصبح عصبياً على أطفالنا، ومتغير المزاج.

فجأة يكون في حال جيد، وفجأة يصبح سيئاً، وهذا التعامل فقط في المنزل، أما في الخارج فهو لطيف جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وفاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أولاً: نحمد الله تعالى أن رزقك التدين والمحافظة على الذكر، كما نحمده أن رزقك هذا الزوج الطيب الصالح، من أحصيت عيوبه وفضله، ومن خلال حديثك فإن أخطاء الزوج و-الحمد لله- محصورة في أمر العصبية، وقد ذكرت أنه خارج البيت جيد ولطيف، وهذه نعمة يجب حمد الله عليها.

ثانياً: لا بد أن نتعرف عن قرب على العصبية حتى نستطيع تشخيص الحالة جيداً، فالعصبية رد فعل عاطفي لأمر ما، إما أن يكون معلوماً أو غير معلوم، وهناك عوامل تساعد في تضخيم العصبية، مثل الضغوط اليومية، والتوتر، والقلق أو الخوف، وقد تكون عوامل أخرى حسية، مثل الحالات المرضية.

إذا كانت العصبية معلومة أسبابها؛ فإن العلاج الناجع هو الاجتهاد في إزالة تلك الأسباب، وعدم محاولة التبرير عند وقوعها، ودعينا نضرب مثالاً:
- إذا كان الزوج يتعصب مثلاً إذا لم يذاكر الأبناء أمامه، فإن إزالة العصبية تكمن في جمع الأولاد والمذاكرة أمامه عن قصد، فإذا حدث تهاون فالتبرير يقود إلى العصبية، بل الاعتراف بالخطأ هنا وعدم التبرير أسرع إلى إزالة تلك العصبية، وعليه فلا بد من رصد الأشياء التي تثير عصبيته، والاجتهاد في إزالتها.

ثالثاً: لا شك أن للشيطان دوراً بارزاً في توتر البيت، وإشعال فتيل العصبية فيه، وهذا لا ينبغي أن نتغافل عنه؛ لذا علينا مع العلاج الفائت أن نقوم بما يلي:

1- حث الزوج على المحافظة على أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم.
2-الاجتهاد في أن يكون أكثر وقته على وضوء.
3- قراءة سورة البقرة كل ليلة في البيت، أو الاستماع إليها.
4- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند الغضب.
هذه أمور يجب أن تكون حاضرة في معالجة العصبية، مع ما ذكرناه في النقطة الثانية.

نوصيك -أختنا- بما يلي:
- تكرار تذكر حسنات الزوج، وما يمدح به من محاسن، حتى لا يستغل الشيطان هذا الموضوع فيضيق عليك نفسك.
- تحصين نفسك دائماً بالذكر، وكذلك البيت والأولاد.
- التماس العذر له مع كل مشكلة.
- الصبر والدعاء له.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً