السؤال
السلام عليكم.
أعاني من الوحدة بسبب عدم وجود صحبة صالحة، ولكن الله أكرمني بأناس صالحين، أعرفهم على مواقع التواصل الاجتماعي، ورغم انشغالي أحرص على التواصل معهم بشكل دوري، وأتفقد غائبهم، وأسأل عن أحوالهم، وأعينهم على أمور الدين والدنيا -بفضل الله-.
ولكن من جهتهم لا يحدث العكس، فلا أحد يبادر بالسؤال، ولا يتفقدني إن غبت، أو إن حدث أي شيء لا أجد أحدًا مطلقًا، ولا أحد يعينني على الخير، وهذا ما أزعجني جدًا، فأعاتبهم، فهل هذا من حقي؟ أم أنني أبالغ؟
أنا أحب أن يعاملني الناس كما أعاملهم، ولو بالقليل، وأسعد بالتواصل والصلة، وتفقد الأحوال، كما قال عطاء الخرساني: "تعاهدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، وإن كانوا مشاغيل فأعينوهم، وإن كانوا نسوا فذكروهم"، وأنزعج من الجفاء والتحجج المستمر بالانشغال، وخاصةً أننا في غربة، ونحتاج لبعضنا.
وقد قرأت عبارةً ليحيى بن معاذ -استشكلت عليّ-، وهي حقيقة الحب في الله: "أنه لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء"، وأنا أجد العكس؛ فالبر، والإحسان، والالتزام بمكارم الأخلاق، وهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه يزيد المحبة، كما قال النبي: "تهادوا تحابوا"، فهذا يزيد المحبة، فهل مطالبتي بالتواصل تُعد من مقابلة الشيء بالشيء؟
مع أني أتواصل معهم لوجه الله، وليس لأجل أن يتواصلوا معي أيضًا، وهم أشخاص متفرقون، لا يعرف بعضهم بعضًا، ولكن هذه السمات انتشرت في المجتمع.
فما هو الصحيح؟ وهل أنا مخطئ؟