السؤال
السلام عليكم.
متزوج منذ 3 سنوات، ولم تحمل زوجتي حتى الآن، كما أنها كانت كثيرة الدعاء والعبادة، أما الآن فهي تشعر بأنها غير قادرة على فعل أي شيء من أمور الدين والدنيا.
السلام عليكم.
متزوج منذ 3 سنوات، ولم تحمل زوجتي حتى الآن، كما أنها كانت كثيرة الدعاء والعبادة، أما الآن فهي تشعر بأنها غير قادرة على فعل أي شيء من أمور الدين والدنيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك اهتمامك بزوجتك، ومحاولة تحصيل الإجابات لأسئلتها الشرعية والطبية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك ويوفقها لكل خير، ويرزقكما الذرية الطيبة، ونقول لهذه المرأة:
اعلمي جيدًا أن الله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، وأن الله سبحانه وتعالى يُقدّر المقادير وفق هذا العلم وهذه الرحمة، فالله لطيفٌ بعباده، خبيرٌ عليمٌ بهم، حكيمٌ في فعله بهم، كما أخبر في كتابه الكريم فقال: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} [الشورى: 19]، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]، والله تعالى {لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 100]، فهو يعلم سبحانه وتعالى ما يُصلح هذا الإنسان، بينما قد يعجل الإنسان بتحصيل أمرٍ يظنُّه الخير، والله تعالى يُؤَخّره عنه أو يصرفه عنه؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن الخير في خلافه، وقد قال في كتابه الكريم: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216].
فتأخير الإنجاب سنةً، وسنتين، وثلاثًا، وخمسًا، ليس أمرًا مستغربًا، فهو واقع في الناس بكثرة، وينبغي للإنسان أن يتعامل مع أقدار الله تعالى بنظرة إيجابية، فيأخذ بالأسباب المشروعة لتحصيل ما ينفعه، امتثالاً لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وفي كل خيرٍ، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز)، فيطلب الدواء، ويتعرَّض للفحص اللازم من الناحية الطبية، إذا كان لديه خلل يحتاج إلى دواء تداوى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (تداووا عباد الله)، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي أن يُفوّض الأمور إلى الله، ويعلم أن تقدير الله تعالى هو الخير، ولكن طبيعة هذا الإنسان هي الاستعجال كما أخبر الله تعالى في كتابه الكريم في آيات عديدة.
فإذًا أوّل الوصايا التي نُوصي بها هذه الأخت أن تُؤمن بقدر الله تعالى، وأن الله تعالى يُقدّرُ الأشياء لحكمة بالغة، وأنه واسع الرحمة سبحانه وتعالى، يُقدّرُ للعبد ما هو خيرٌ له، فينبغي للإنسان أن يرضى بقضاء الله وتدبيره، ويُفوّض أموره إلى الله، ويأخذ بالأسباب، ومن هذه الأسباب الدعاء، وقد دعا الأنبياء ربهم بتحصيل الذريَّة، واستمروا على هذا الدعاء سنين عديدة، كما حكا الله تعالى لنا في كتابه العزيز، وقد ذكر سبحانه وتعالى دعوة زكريا، {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى} [الأنبياء: 89-90]، وقد كانت إجابة هذه الدعوة متأخرة، وكذلك كان الحال مع إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 100-101].
فالدعاء من الأسباب التي يصل بها الإنسان إلى المطلوب، ولابد من إحسان الظنّ بالله سبحانه وتعالى، حتى يدعو الإنسان بقلبٍ مُقبل على الله، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)، والله سبحانه وتعالى لا يُعجزه شيء؛ فهو يقدر على أن يرزق هذه الأخت الذريّة كما رزق البشرية الكثيرة من حولها، ولكنّه سبحانه وتعالى يُقدّرُ الأمور بمقادير، فهو سبحانه {يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8].
فلتطرد إذًا عن نفسها هذا اليأس والقنوط، ولتعلم بأن الشيطان يحرص على صدِّها ومنعها من العبادات؛ بأن يُوجد في قلبها هذا اليأس وهذا القنوط، وقد حذّرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من الانقطاع عن الدعاء بسبب إبطاء الإجابة، فيقول: (يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل) فسَّر الاستعجال بقوله: (يقول: دعوتُ دعوتُ فلم أرَه يُستجاب لي) يعني: فينقطع عن الدعاء عند ذلك. فهذا الحال حذَّر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلا ينبغي للإنسان أن يقع فيه فريسة سهلة للشيطان.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم لكل خير.
____________________________________
انتهت إجابة الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-
وتليها إجابة الدكتورة/ منصورة فواز - دكتورة نساء وولادة-.
____________________________________
قوانين الطبيعة والفيزياء تسري على المؤمن، وتسري على الكافر، والأصل هو العمل والاجتهاد، ثم التوجه بالدعاء، والتوكل على الله، ولا يصح ترك الأخذ بالأسباب بزعم التوكل، كما لا ينبغي الركون إلى الأسباب وحدها، فخالق الأسباب قادر على تعطيلها، وأما عدم السعي فإنه ليس من التوكل في شيء، وإنما هو اتكال أو تواكل.
وتأخر الحمل يحتمل أن يكون لديك أنت مشكلة في الإنجاب؛ ولذلك فإن الخطوة الأولى في البحث عن الأسباب هي عمل تحليل مني رابع يوم من الجماع، في أحد المختبرات المعتمدة، وعرض نتيجة التحليل على الطبيب، للتأكد من سلامة حالتك الإنجابية؛ حيث إن هناك ما يقارب 40% من حالات تأخر الحمل ترجع إلى مشكلة عند الزوج وليس الزوجة.
وبعد أن تطمئن على سلامة حالتك الإنجابية نلتفت إلى الزوجة، وهناك أسباب كثيرة تؤدي إلى تأخر الحمل، والأهم هو أن تكون الدورة الشهرية منتظمة، وتتكرر في المتوسط في حدود 28 يوماً، إلا أنها قد تأتي منتظمةً أيضاً، إذا كانت ما بين 21 إلى 34 يوماً، وما قل عن 21 يوماً، وما زاد عن 34 يوماً يعتبر اضطراباً وعدم انتظام في الدورة الشهرية، ومتوسط عدد أيام نزول الدورة المنتظمة ما بين 3 إلى 7 أيام.
والوزن الزائد أحد أهم أسباب تأخر الحمل عند السيدات، خصوصاً إذا صاحب الوزن الزائد اضطراب، وعدم انتظام في الدورة، مع وجود حبوب في البشرة، وخصوصاً الوجه، وشعر زائد في بعض مناطق الجسم، وخصوصاً الوجه والصدر، ويسمى ذلك بتكيس المبايض، وعدم مقدرة البويضات على الخروج من تحت جدار المبايض، فتتحوصل بالتالي البويضات داخلها.
ويفضل عمل بعض التحاليل التي تشمل:
فحص الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH، وفحص مخزون البويضات DHEA، وفحص هرمون الحليب PROLACTI، وهرمون الذكورة total and free testosterone، وفحص الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية، أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى ضعف التبويض، مع ضرورة فحص هرمون progesterone في اليوم ال 21 من بداية الدورة الشهرية، والذي ينقص بشدة، مع ضعف التبويض، مع ضرورة عمل سونار على الرحم والمبايض، وعرض نتائج التحليل والسونار على الطبيبة المعالجة، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
وهذه الفحوصات والتحاليل تمثل الخطوة الأولى في رحلة البحث عن الإنجاب، وتليها مراحل أخرى تشمل الكشف على الرحم؛ للبحث عن التليفات، والكشف على المهبل؛ للبحث عن الالتهابات الفطرية والبكتيرية.
أسأل الله لكم الصحة والعافية والسلامة.